Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 54, Ayat: 47-55)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } روى إسماعيل بن زياد عن محمد بن عباد عن أبي هريرة أن مشركي قريش أتوا النبي صلى الله عليه وسلم يخاصمونه في القدر ، فنزلت . { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } فيه وجهان : أحدهما : على قدر ما أردنا من غير زيادة ولا نقصان ، قاله ابن بحر . الثاني : بحكم سابق وقضاء محتوم ، ومنه قول الراجز : @ وقدر المقدر الأقدارا . @@ { وَمَآ أَمْرُنْآ إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بَالْبَصَرِ } يعني أن ما أردناه من شيء أمرنا به مرة واحدة ولم نحتج فيه إلى ثانية ، فيكون ذلك الشيء مع أمرنا به كلمح البصر في سرعته من غير إبطاء ولا تأخير . { وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُّسْتَطَرٌ } فيه وجهان : أحدهما : أن المستطر المكتوب ، قاله الحسن وعكرمة وابن زيد ، لأنه مسطور . الثاني : أنه المحفوظ ، قاله قتادة . { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : أن النهر أنهار الماء ، والخمر ، والعسل ، واللبن ، قاله ابن جريج . الثاني : أن النهر الضياء والنور ، ومنه النهار ، قاله محمد بن إسحاق ، ومنه قول الراجز : @ لولا الثريدان هلكنا بالضمر ثريد ليل وثريد بالنهر @@ الثالث : أنه سعة العيش وكثرة النعيم ، ومنه اسم نهر الماء ، قاله قطرب . { فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِند مَلِيكٍ مّقْتَدِرِ } فيه وجهان : أحدهما : مقعد حق لا لغو فيه ولا تأثيم . الثاني : مقعد صدق لله وعد أولياءه به ، والمليك والملك واحد ، وهو الله كما قال ابن الزبعري : @ يا رسول المليك إن لساني راتق ما فتقت إذا أنابوا @@ ويحتمل ثالثاً : أن المليك مستحق الملك ، والملك القائم بالملك والمقتدر بمعنى القادر . ويحتمل وصف نفسه بالاقتدار ها هنا وجهين : أحدهما : لتعظيم شأن من عنده من المتقين لأنهم عند المقتدر أعظم قدراً ، وأعلى مجزاً . الثاني : ليعلموا أنه قادر على حفظ ما أنعم به عليهم ودوامه لهم ، والله أعلم .