Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 54, Ayat: 41-46)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَئِكُمْ } يعني أكفاركم خير من كفار من تقدم من الأمم الذين أهلكوا بكفرهم . { أَمْ لَكُم بَرَآءَةٌ فِي الزُّبُرِ } يعني في الكتب السالفة براءة من الله تعالى أنكم ليس تهلكون كما أهلكوا ، ومنه قول الشاعر : @ وترى منها رسوماً قد عفت مثل خط اللام في وحي الزبر @@ { أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ } يعني بالعدد والعدة ، وقد كان من هلك قبلهم أكثر عدداً وأقوى يداً ، ويحتمل انتصارهم وجهين : أحدهما : [ لأنفسهم بالظهور ] . الثاني : لآلهتهم بالعبادة . فرد الله عليهم فقال : { سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيْوَلُّونَ الدُّبُرَ } يعني كفار قريش وذلك يوم بدر ، وهذه معجزة أوعدهم الله بها فحققها ، وفي ذلك يقول حسان : @ ولقد وليتم الدبر لنا حين سال الموت من رأس الجبل @@ { بَلِ الْسَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ } يعني القيامة . { وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ } يحتمل وجهين : أحدهما : أن موقف الساعة أدهى وأمر من موقف الدنيا في الحرب التي تولون فيها الدبر . الثاني : أن عذاب الساعة أدهى وأمر من عذاب السيف في الدنيا . وفي قوله { أدْهَى } وجهان : أحدهما : أخبث . الثاني : أعظم . { وَأَمَرُّ } فيه وجهان : أحدهما : معناه أشد لأن المرارة أشد الطعوم . الثاني : معناه أنفذ ، مأخوذ من نفوذ المرارة فيما خالطته .