Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 56, Ayat: 1-12)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى { إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ } فيها ثلاثة أقاويل : أحدها : الصيحة ، قاله الضحاك . الثاني : الساعة وقعت بحق فلم تكذب ، قاله السدي . الثالث : أنها القيامة ، قاله ابن عباس ، والحسن . وسميت الواقعة لكثرة ما يقع فيها من الشدائد . { لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذَِبَةٌ } فيها أربعة أوجه : أحدها : ليس لها مردود ، قاله ابن عباس . الثاني : لا رجعة فيها ولا مشورة ، قاله قتادة . الثالث : ليس لها مكذب من مؤمن ولا من كافر ، قاله ابن كامل . الرابع : ليس الخبر عن وقوعها كذباً . { خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : تخفض رجالاً كانوا في الدنيا مرتفعين ، وترفع رجالاً كانوا في الدنيا مخفوضين ، قاله محمد بن كعب . الثاني : خفضت أعداء الله في النار ، ورفعت أولياء الله في الجنة ، قاله عمر بن الخطاب . الثالث : خفضت الصوت فأسمعت الأدنى ، ورفعت فأسمعت الأقصى ، قاله عكرمة . ويحتمل رابعاً : أنها خفضت بالنفخة الأولى من أماتت ، ورفعت بالنفخة الثانية من أحيت . { إِذَا رُجَّتِ الأَرْضُ رَجّاً } فيه قولان : أحدهما : رجفت وزلزلت ، قاله ابن عباس ، قاله رؤبة بن العجاج : @ أليس يوم سمي الخروجا أعظم يوم رجه رجوجاً يوماً يرى مرضعة خلوجاً @@ الثاني : أنها ترج بما فيها كما يرج الغربال بما فيه ، قاله الربيع بن أنس فيكون تأويلها على القول الأول أنها ترج بإماتة ما على ظهرها من الأحياء ، وتأويلها على القول الثاني أنها ترج لإخراج من في بطنها من الموتى . { وَبُسَّتِ الْجِبَالَ بَسّاً } فيه خمسة أقاويل : أحدها : سالت سيلاً ، قاله مجاهد . الثاني : هدت هداً ، قاله عكرمة ، الثالث : سيرت سيراً ، قاله محمد بن كعب ، ومنه قول الأغلب العجلي : @ نحن بسسنا بأثر أطاراً أضاء خمساً ثمت سارا @@ الرابع : قطعت قطعاً ، قاله الحسن … الخامس : إنها بست كما يبس السويق أي بلت ، البسيسة هي الدقيق يلت ويتخذ زاداً ، قال لص من غطفان : @ لا تخبزا خبزاً وبسا بسا ولا تطيلا بمناخ حبسا @@ { فَكَانَتْ هَبَآءً مُّنبَثّاً } فيه أربعة أقاويل : أحدها : أنه رهج الغبار يسطع ثم يذهب ، فجعل الله أعمالهم كذلك ، قاله علي . الثاني : أنها شعاع الشمس الذي من الكوة ، قاله مجاهد . الثالث : أنه الهباء الذي يطير من النار إذا اضطربت ، فإذا وقع لم يكن شيئاً ، قاله ابن عباس . الرابع : أنه ما يبس من ورق الشجر تذروه الريح ، قاله قتادة . وفي المنبث ثلاثة أوجه : أحدها : المتفرق ، قاله السدي . الثاني : المنتشر . الثالث : المنثور . { وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاَثَةً } يعني أصنافاً ثلاثة ، قال عمر بن الخطاب : اثنان في الجنة وواحد في النار . وفيهما وجهان : أحدهما : ما قاله ابن عباس أنها التي في سورة الملائكة : { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا } . الثاني : ما رواه النعمان بن بشير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " وكنتم أزوجاً ثلاثة " الآية . ويحتمل جعلهم أزواجاً وجهين : أحدهما : أن ذلك الصنف منهم مستكثر ومقصر ، فصار زوجاً . الثاني : أن في كل صنف منهم رجالاً ونساء ، فكان زوجاً . { فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَآ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ } فيهم خمسة تأويلات : أحدها : أن أصحاب الميمنة الذين أخذوا من شق آدم الأيمن ، وأصحاب المشأمة الذين أخذوا من شق آدم الأيسر ، قاله زيد بن أسلم . الثاني : أن أصحاب الميمنة من أوتي كتابه بيمينه ، وأصحاب المشأمة من أوتي كتابه بيساره ، قاله محمد بن كعب . الثالث : أن أصحاب الميمنة هم أهل الحسنات ، وأصحاب المشأمة هم أهل السيئات ، قاله ابن جريج . الرابع : أن أصحاب الميمنة الميامين على أنفسهم ، وأصحاب المشأمة المشائيم على أنفسهم ، قاله الحسن . الخامس : أن أصحاب الميمنة أهل الجنة ، وأصحاب المشأمة أهل النار ، قاله السدي . وقوله : { وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَآ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ } لتكثير ما لهم من العقاب . { وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلِئِكَ الْمُقَرَّبُونَ } فيهم خمسة أقاويل : أحدها : أنهم الأنبياء ، قاله محمد بن كعب . الثاني : أنهم الاسبقون إلى الإيمان من كل أمة ، قاله الحسن ، وقتادة . الثالث : أنهم الذين صلوا إلى القبلتين ، قاله ابن سيرين . الرابع : هم أول الناس رواحاً إلى المساجد وأسرعهم خفوفاً في سبيل الله ، قاله عثمان بن أبي سوادة . الخامس : أنهم أربعة : منهم سابق أمة موسى وهو حزقيل مؤمن آل فرعون ، وسابق أمة عيسى وهو حبيب النجار صاحب أنطاكية ، وسابقان من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهما : أبو بكر وعمر ، قاله ابن عباس . ويحتمل سادساً : أنهم الذي أسلموا بمكة قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وبالمدينة قبل هجرته إليهم لأنهم سبقوا بالإسلام قبل زمان الرغبة والرهبة . وفي تكرار قوله تعالى : { وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ } قولان : أحدهما : السابقون في الدنيا إلى الإيمان ، السابقون في الآخرة إلى الجنة هم المقربون ، قاله الكلبي . الثاني : يحتمل أنهم المؤمنون بالأنبياء في زمانهم ، وسابقوهم بالايمان هم المقربون المقدمون منهم .