Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 40-45)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكَّرُوا بِهِ } معنى ذلك أنهم تركوا ما ذَكَّرَهُم الله من آياته الدالة على توحيده وصدق رسوله . { فَتَحْنَا عَلَيْهِمُ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ } يعني من نِعَمِ الدنيا وسَعَة الرزق . وفي إنعامه عليهم مع كفرهم وجهان : أحدهما : ليكون إنعامه عليهم داعياً إلى إيمانهم . والثاني : ليكون استدراجاً وبلوى ، وقد روى ابن لهيعة بإسناده عن عقبة ابن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إِذَا رَأَيْتَ اللَّه يعِطي العِبَادَ مَا يَشَاءُونَ عَلَى مَعَاصِيهِم إِيَّاهُ فَإِنَّمَا ذَلِكَ اسْتِدْرَاجٌ مِنْهُ " ثم تلا : { فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابِ كُلِّ شَيْءٍ } . { حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ } يعني من النِّعَمْ فلم يؤمنوا . { أَخَذَنَاهُم بَغْتَةً } يحتمل وجهين . أحدهما : أنه تعجيل العذاب المُهْلِك جزاء لأمرين . أحدهما : لكفرهم به . والثاني : لكفرهم بنِعَمِهِ . والوجه الثاني : هو سرعة الموت عند الغفلة عنه بالنِّعَمِ قَطْعاً للذة ، وتعذيباً للحسرة . ثم قال تعالى : { فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ } وفيه خمسة تأويلات : أحدها : أن الإِبلاس : الإِياس قال عدي بن زيد : @ ملك إذا حل العفاة ببابه غبطوا وأنجح منهم المستبلس @@ يعني الآيس . والثاني : أنه الحزن والندم . والثالث : الخشوع . والرابع : الخذلان . والخامس : السكوت وانقطاع الحجة ، ومنه قول العجاج :