Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 66-69)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ } وفيما كذَّبوا به قولان : أحدهما : أنه القرآن ، قاله الحسن ، والسدي . والثاني : تصريف الآيات ، قاله بعض المتأخرين . { وَهُوَ الْحَقُّ } يعني ما كذَّبوا به ، والفرق بين الحق والصواب أن الحق قد يُدْرَكُ بغير طلب ، والصواب لا يُدْرَكُ إلا بطلب . { قُل لَّسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : معناه لست عليكم بحفيظ لأعمالكم لأجازيكم عليها ، وإنما أنا منذر ، قاله الحسن . والثاني : لست عليكم بحفيظ أمنعكم من أن تكفروا ، كما يمنع الوكيل على الشيء من إلحاق الضرر به ، قاله بعض المتأخرين . والثالث : معناه لست آخذكم بالإِيمان اضطراراً وإجباراً ، كما يأخذ الوكيل بالشيء ، قاله الزجاج . { لِّكُلِ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } فيه ثلاثة أقاويل : أحدهما : معناه أن لكل خَبَرٍ أَخْبَرَ الله تعالى به من وعد أو وعيد مستقراً في مستقبل الوقت أو ماضيه أو حاضره في الدنيا وفي الآخرة ، وهذا معنى قول ابن عباس ، ومجاهد . والثاني : أنه وعيد من الله للكافرين في الآخرة لأنهم لا يقرون بالبعث ، قاله الحسن . والثالث : أنه وعيد لهم بما ينزل بهم في الدنيا ، قاله الزجاج . قوله عز وجل : { وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : وما على الذين يتقون الله في أوامره ونواهيه من حساب الكفار فيما فعلوه من الاستهزاء والتكذيب مآثم يؤاخذون بها ، ولكن عليهم أن يذكروهم بالله وآياته لعلهم يتقون ما هم عليه من الاستهزاء والتكذيب ، قاله الكلبي . والثاني : وما على الذين يتقون الله من الحساب يوم القيامة ما على الكفار في الحساب من التشديد والتغليظ لأن محاسبة المتقين ذكرى وتخفيف ، ومحاسبة الكفار تشديد وتغليظ لعلهم يتقون إذا علموا ذلك . والثالث : وما على الذين يتقون الله فيما فعلوه من رد وصد حساب ، ولكن اعدلوا إلى الذكرى لهم بالقول قبل الفعل ، لعلهم يتقون إذا علموا . ويحتمل هذا التأويل وجهين : أحدهما : يتقون الاستهزاء والتكذيب . والثاني : يتقون الوعيد والتهديد .