Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 70-70)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً } فيهم قولان : أحدهما : أنهم الكفار الذين يستهزئون بآيات الله إذا سمعوها ، قاله علي بن عيسى . والثاني : أنه ليس قوم لهم عيد يلهون فيه إلا أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، فإن أعيادهم صلاة وتكبير وبر وخير ، قاله الفراء . { وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا } يحتمل وجهين : أحدهما : معناه وغرتهم الحياة الدنيا بالسلامة فيها ، ونيل المطلوب منها . والثاني : معناه وغرتهم الدنيا بالحياة والسلامة منها ، فيكون الغرور على الوجه الأول بالحياة ، وعلى الثاني بالدنيا . { وَذَكَّرَ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ } قيل معناه أن لا تبسل كما قال تعالى : { يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ } [ النساء : 176 ] بمعنى أن لا تضلوا . وفي قوله : { أَن تُبْسَلَ } ستة أوجه : أحدها : أن تسلم ، قاله الحسن ، وعكرمة ، ومجاهد ، والسدي . والثاني : أن تُحْبَس ، قاله قتادة . والثالث : أن تُفْضح ، قاله ابن عباس . والرابع : أن تُؤْخَذ بما كسبت ، قاله ابن زيد . والخامس : أن تُجْزَى ، قاله الكلبي . والسادس : أن تُرْتَهن ، قاله الفراء ، من قولهم أسد باسل لأن فريسته مُرْتَهَنَة معه لا تَفْلِت منه ، ومنه قول عوف بن الأحوص الكلابي : @ وإبسالي بني بغير جرم بعوناه ولا بدم مراق @@ وقوله : بعوناه أي جنيناه ، وأصل الإبسال التحريم من قولهم : شراب بَسْل اي حرام ، قال الشاعر : @ بَكَرت تَلُومُكَ بَعْدَ وَهْنٍ في النَّدى بسلٌ عليكِ مَلاَمَتِي وَعِتَابي @@ أي حرام عليك . وفي قوله تعالى : { … وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا } تأويلان : أحدهما : معناه وإن تفد كل فدية من جهة المال والثروة ، قاله قتادة ، والسدي ، وابن زيد . والثاني : من جهة الإِسلام والتوبة ، قاله الحسن . واختلف في نسخها على قولين : أحدهما : أنها منسوخة بقوله تعالى : { فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيثُ وَجَدْتُمُوهُم } [ التوبة : 5 ] قاله قتادة . والثاني : أنها ثابتة على جهة التهديد كقوله تعالى : { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } [ المدثر : 11 ] ، قاله مجاهد .