Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 80-83)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلمٍ } في الظلم ها هنا قولان : أحدهما : أنه الشرك ، قاله ابن مسعود ، وأُبَيّ بن كعب ، روى ابن مسعود قال : لما نزلت هذه الآية شق على المسلمين فقالوا : ما منَّا من أحد إلا وهو يظلم نفسه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لَيسَ كَمَا تَظُنُّونَ ، وَإِنَّمَا هُوَ كَمَا قَالَ لَقْمَانُ لابْنِه " { يَا بُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الْشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } [ لقمان : 13 ] . والثاني : أنه سائر أنواع الظلم . ومن قال بهذا اختلفوا في عمومها وخصوصها على قولين : أحدهما : أنها عامة . والثاني : أنها خاصة . واختلف من قال بتخصيصها فيمن نزلت على قولين : أحدهما : أن هذه الآية نزلت في إبراهيم خاصة وليس لهذه الأمة منها شيء ، قاله علي كرّم الله وجهه . والثاني : أنها فيمن هاجر إلى المدينة ، قاله عكرمة . واختلفوا فيمن كانت هذه الآية جواباً منه على ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه جواب من الله تعالى فصل به بين إبراهيم ومن حَاجّه من قومه ، قاله ابن زيد ، وابن إسحاق . والثاني : أنه جواب قومه لما سألهم { أَيُّ الْفَرِيقَينِ أَحَقُّ بِالأمْنِ } ؟ فأجاوبا بما فيه الحجة عليهم ، قاله ابن جريج . والثالث : أنه جواب إبراهيم كما يسأل العالم نفسصه فيجيبها ، حكاه الزجاج . قوله تعالى : { وَتَلْكَ جُجَّتُنآ ءَاتَينَاهآ إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ } وفي هذه الحجة التي أوتيها ثلاثة أقاويل : أحدها : قوله لهم : { أَتَعُْبدُونَ مِنْ دِونِ اللَّهِ مَا لاَ يمْلِكُ لَكُم ضَراً وَلاَ نَفْعاً } أم تعبدون من يملك الضر والنفع ؟ فقالوا : مالك الضر والنفع أحق . والثاني : أنه لما قال : { فَأَيُّ الْفَرِيقَينِ أَحَقُّ بِالأمْنِ } عبادة إله واحد أم آلهة شتى ؟ فقالوا : عبادة إله واحد فأقروا على أنفسهم . والثالث : أنهم لما قالوا لإِبراهيم ألا تخاف أن تخبلك آلهتنا ؟ فقال : أما تخافون أن تخبلكم آلهتكم بجمعكم للصغير مع الكبير في العبادة . واختلفوا في سبب ظهور الحجَّة لإبراهيم على قولين : أحدهما : أن الله تعالى أخطرها بباله حتى استخرجها بفكره . والثاني : أنه أمره بها ولقنه إياها . { نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَشَاءُ } فيه أربعة أوجه : أحدها : عند الله بالوصول لمعرفته . والثاني : على الخلق بالاصطفاء لرسالته . والثالث : بالسخاء . والرابع : بحسن الخلق . وفيه تقديم وتأخير ، وتقديره : نرفع من نشاء درجات .