Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 93-94)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيهِ شَيْءٌ } فيمن نزل فيه ذلك قولان : أحدهما : أنه مسيلمة الكذاب ، قاله عكرمة . والثاني : مسيلمة والعنسي ، قاله قتادة . وقد روى معمر عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ كَأَنَّ فِي يَديَّ سُوَارَينِ مِن ذَهبٍ ، فَكَبُرَ عليَّ ، فَأُوحِي إِلَيَّ أَنْ أَنْفُخَهُمَا فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا ، فَأَوَّلْتُ ذَلِكََ كَذَّابَ اليَمَامَةِ وَكَذَّابَ صَنْعَاءَ العَنَسِي " . { وَمَن قَالَ سَأُنزِلَ مِثْلَ مَآ أَنزَلَ اللَّهُ } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : من تقدم ذكره من مدعي الوحي والنبوة . والثاني : أنه عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، قاله السدي ، قال الفراء : كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فإذا قال النبي : { غَفُورٌ رَّحِيمٌ } كتب { سَمِيعٌ عَلِيمٌ } و { عَزِيزٌ حَكِيمٌ } فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم : " هُمَا سَوَاء " حتى أملى عليه { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِن طِينٍ } إلى قوله : { خَلْقاً أَخَرَ } فقال ابن أبي السرح : { فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَْحْسَنُ الْخَالِقِينَ } تعجباً من تفصيل خلق الإِنسان ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " هَكَذَا نَزَلَتْ " فشك وارتد . والثالث : ما حكاه الحكم عن عكرمة : أنها نزلت في النضر بن الحارث ، لأنه عارض القرآن ، لأنه قال : والطاحنات طحناً ، والعاجنات عجناً ، والخابزات خبزاً ، فاللاقمات لقماً . وفي قوله : { وَالْمَلاَئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ } قولان : أحدهما : باسطوا أيديهم بالعذاب ، قاله الحسن ، والضحاك . والثاني : باسطو أيديهم لقبض الأرواح من الأجساد ، قاله الفراء . ويحتمل ثالثاً : باسطوا أيديهم بصحائف الأعمال . { أَخْرِجُواْ أَنْفُسَكُمُ } فيه قولان : أحدهما : من أجسادكم عند معاينة الموت إرهاقاً لهم وتغليظاً عليهم ، وإن كان إخراجها من فعل غيرهم . والثاني : أخرجوا أنفسكم من العذاب إن قدرتم ، تقريعاً لهم وتوبيخاً بظلم أنفسهم ، قاله الحسن . ويحتمل ثالثاً : أن يكون معناه خلصوا أنفسكم بالاحتجاج عنها فيما فعلتم . { الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ } والهون بالضم الهوان ، قاله ذو الأصبع العدواني : @ أذهب إليك أمي براعية ترعى المخاض ولا أغضي على الهون @@ وأما الهَوْن بالفتح فهو الرفق ومنه قوله تعالى : { الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوناً } يعني برفق وسكينة ، قال الراجز : @ هونكما لا يرد الدهر ما فاتا لا تهلكن أسى في أثر من ماتا @@ قوله عز وجل : { وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } الفرادى الواحدان ، ويحتمل وجهين : أحدهما : فرادى من الأعوان . والثاني : فرادى من الأموال . { وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَآءَ ظُهُورِكُمْ } يعني ما ملكناكم من الأموال ، والتخويل تمليك المال ، قال أبو النجم : @ أعطى فلم يبخل ولم يبخل كوم الذرى من خول المخول @@ { وَمَا نَرَى مَعَكُم شُفعاءَكُمُ } فيه وجهان : أحدهما : آلهتهم التي كانوا يعبدونها ، قاله الكلبي . والثاني : الملائكة الذين كانوا يعتقدون شفاعتهم ، قاله مقاتل . { الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَآءُ } فيه وجهان : أحدهما : يعني شفعاء ، قاله الكلبي . والثاني : أى متحملين عنكم تحمل الشركاء عن الشركاء . { لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ } فيه وجهان : أحدهما : تفرق جمعكم في الآخرة . والثاني : ذهب تواصلكم في الدنيا ، قاله مجاهد . ومن قرأ { بَيْنَكُمْ } بالفتح ، فمعناه تقطع الأمر بينكم . { وَضَلَّ عَنَكُم مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ } فيه وجهان : أحدهما : من عدم البعث والجزاء . والثاني : من شفعائكم عند الله . فإن قيل : فقوله : { وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا } خبر عن ماض ، والمقصود منه الاستقبال ؟ فعن ذلك جوابان . أحدهما : أنه يقال لهم ذلك في الآخرة فهو على الظاهر إخبار . والثاني : أنه لتحققه بمنزلة ما كان ، فجاز ، وإن كان مستقبلاً أن يعبر عنه بالماضي .