Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 61, Ayat: 1-4)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { يأيها الذين ءامنوا لم تقولون ما لا تفعلون } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : أنها نزلت في قوم قالوا : لو عملنا أحب الأعمال إلى الله لسارعنا إليه ، فلما نزل فرض الجهاد تثاقلوا عنه ، قاله ابن عباس ومجاهد . الثاني : أنها نزلت في قوم كان يقول الرجال منهم : قاتلت ولم يقاتل ، وطعنت ، ولم يطعن ، وضربت ، ولم يضرب وصبرت ، ولم يصبر ، وهذا مروي عن عكرمة . الثالث : أنها نزلت في المنافقين كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم ولأصحابه إن خرجتم وقاتلتم خرجنا معكم وقاتلنا فلما خرجوا نكصوا عنهم وتخلفوا . وهذه الآية وإن كان ظاهرها الإنكار لمن قال ما لا يفعل فالمراد بها الإنكار لمن لم يفعل ما قال ، لأن المقصود بها القيام بحقوق الالتيام دون إسقاطه . { إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً } مصطفين صفوفاً كالصلاة ، لأنهم إذا اصطفوا مثلاً صفين كان أثبت لهم وأمنع من عدوهم . قال سعيد بن جبير : هذا تعليم من الله للمؤمنين . { كأنهم بنيان مرصوص } فيه وجهان : أحدهما : أن المرصوص الملتصق بعضه إلى بعض لا ترى فيه كوة ولا ثقباً لأن ذلك أحكم في البناء من تفرقه وكذلك الصفوف ، قاله ابن جبير ، قال الشاعر : @ وأشجر مرصوص بطين وجندل له شرفات فوقهن نصائب @@ والثاني : أن المرصوص المبني بالرصاص ، قاله الفراء ، ومنه قول الراجز :