Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 61, Ayat: 5-6)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم } وفي الزيغ وجهان : أحدهما : أنه العدول ، قاله السدي . الثاني : أنه الميل ، إلا أنه لا يستعمل إلا في الزيغ عن الحق دون الباطل . ويحتمل تأويله وجهين : أحدهما : فلما زاغوا عن الطاعة أزاغ الله قلوبهم عن الهداية . الثاني : فلما زاغوا عن الإيمان أزاغ قلوبهم عن الكلام . وفي المعِنيّ بهذا الكلام ثلاثة أقاويل : أحدها : المنافقون . الثاني : الخوارج ، قاله مصعب بن سعيد عن أبيه . الثالث : أنه عام . { ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد } وهذه البشرى من عيسى تتضمن أمرين : أحدهما : تبليغ ذلك إلى قومه ليؤمنوا به عند مجيئه ، وذلك لا يكون منه بعد إعلام الله له بذلك إلا عن أمر بتبليغ ذلك إلى أمته . الثاني : ليكون ذلك من معجزات عيسى عند ظهور محمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا يجوز أن يقتصر عيسى فيه على إعلام الله له بذلك دون أمره بالبلاغ . وفي تسمية الله له بأحمد وجهان : أحدهما : لأنه من أسمائه فكان يسمى أحمد ومحمداً قال حسان : @ صلى الإله ومن يحف بعرشه والطيبون على المبارك أحمد @@ الثاني : أنه مشتق من اسمه محمود ، فصار الاشتقاق اسماً ، كما قال حسان : @ وشق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمد @@ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " اسمي في التوراة أحيد لأني أحيد أمتي عن النار ، واسمي في الزبور الماحي محا الله بي عبادة الأصنام ، واسمي في الإنجيل أحمد ، واسمي في القرآن محمد لأني محمود في أهل السماء والأرض . "