Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 61, Ayat: 7-9)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام } فيهم قولان : أحدهما : أنهم الكفار والمنافقون ، قاله ابن جريج . الثاني : أنه النضر وهو من بني عبد الدار قال إذا كان يوم القيامة شفعت لي العزى واللات ، فأنزل الله هذه الآية ، قاله عكرمة . { يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم } الآية . والإطفاء هو الإخماد ، ويستعملان في النار ، ويستعاران فيما يجري مجراها من الضياء والنور . والفرق بين الإطفاء والإخماد من وجه وهو أن الإطفاء يستعمل في القليل والكثير ، والإخماد يستعمل في الكثير دون القليل ، فيقال أطفأت السراج ولا يقال أخمدت السراج . وفي { نور الله } ها هنا خمسة أقاويل : أحدها : القرآن ، يريدون إبطاله بالقول ، قاله ابن زيد . الثاني : أنه الإسلام ، يريدون دفعه بالكلام ، قاله السدي . الثالث : أنه محمد صلى الله عليه وسلم يريدون هلاكه بالأراجيف ، قاله الضحاك . الرابع : أنه حجج الله ودلائله ، يريدون إبطالها بإنكارهم وتكذبيهم ، قاله ابن بحر . الخامس : أنه مثل مضروب ، أي من أرد إطفاء نور الشمس بفيه فوجده مستحيلاً ممتنعاً فكذلك من أراد إبطال الحق ، حكاه ابن عيسى . وسبب نزول هذه الآية ما حكاه عطاء عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أبطأ عليه الوحي أربعين يوماً ، فقال كعب بن الأشرف : يا معشر اليهود ابشروا فقد أطفأ الله نور محمد فيما كان ينزل عليه ، وما كان الله ليتم أمره ، فحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك ، فأنزل الله هذه الآية ، ثم اتصل الوحي بعدها . { ليظهره على الدين كله } الآية . وفي الإظهار ثلاثة أقاويل : أحدها : الغلبة على أهل الأديان . الثاني : العلو على الأديان . الثالث : العلم بالأديان من قولهم قد ظهرت على سره أي علمت به .