Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 62, Ayat: 11-11)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وإذا رأوا تجارة أو لهواً انفَضُّوا إليها وتركوك قائماً } روى سالم عن جابر قال : أقبلت عير ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني في الخطبة فانفتل الناس إليها وما بقي غير اثني عشر رجلاً ، فنزلت هذه الآية . وذكر الكلبي أن الذي قدم بها دحية بن خليفة الكلبي من الشام عند مجاعة وغلاء سعر ، وكان معه جميع ما يحتاج إليه من بُر ودقيق وغيره فنزل عند أحدار الزيت وضرب الطبل ليؤذن الناس بقدومه ، وكانوا في خطبة الجمعة ، فانفضوا إليها ، وبقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية رجال ، فقال تعالى : { وإذا رأوا تجارة أو لهواً انفضوا إليها } والتجارة من أموال التجارات . وفي اللهو ها هنا أربعة أوجه : أحدها : يعني لعباً ، قاله ابن عباس . الثاني : أنه الطبل ، قاله مجاهد . الثالث : أنه المزمار ، قاله جابر . الرابع : الغناء . { وتركوك قائماً } يعني في خطبته ، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " والذي نفسي بيده لو ابتدرتموها حتى لا يبقى معي أحد لسال الوادي بكم ناراً ، " وإنما قال تعالى : { انفضوا إليها } ولم يقل إليهما ، لأن غالب انفضاضهم كان للتجارة دون اللهو . وقال الأخفش : في الكلام تقدير وتأخير ، وتقديره وإذا رأوا تجارة انفضوا إليها أو لهواً ، وكذلك قرأ ابن مسعود . وفي { انفضوا } وجهان : أحدهما : ذهبوا . الثاني : تفرقوا . فمن جعل معناه ذهبوا أراد التجارة ، ومن جعل معناه تفرقوا أراد عن الخطبة وهذا أفصح الوجهين ، قاله قطرب ، ومنه قول الشاعر : @ انفض جمعهم عن كل نائرة تبقى وتدنس عرض الواجم الشبم @@ { قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة } يحتمل وجهين : أحدهما : ما عند الله من ثواب صلاتكم خير من لذة لهوكم وفائدة تجارتكم . الثاني : ما عند الله من رزقكم الذي قسمت لكم خير مما أصبتموه انفضاضكم من لهوكم وتجارتكم . { والله خير الرازقين } يحتمل وجهين : أحدهما : أن الله سبحانه خير من رَزَق وأعطى . الثاني : ورزق الله خير الأرزاق .