Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 62, Ayat: 9-10)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يا أيها الذين ءامنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله } في السعي إليها أربعة أقاويل : أحدها : النية بالقلوب ، قاله الحسن . الثاني : أنه العمل لها ، كما قال تعالى : { إن سعيكم لشتى } قاله ابن زيد . الثالث : أنه إجابة الداعي ، قاله السدي . الرابع : المشي على القدم من غير إسراع ، وذكر أن عمر وابن مسعود كانا يقرآن { فامضوا إلى ذكر الله } . وفي ذكر الله ها هنا ثلاثة أقاويل : أحدها : أنها موعظة الإمام في الخطبة ، قاله سعيد بن المسيب . الثاني : أنها الوقت ، حكاه السدي . الثالث : أنه الصلاة ، وهو قول الجمهور . وكان اسم يوم الجمعة في الجاهلية العروبة ، لأن أسماء الأيام في الجاهلية كانت غير هذه الأسماء ، فكانوا يسمون يوم الأحد أوّل ، والأثنين أهون ، والثلاثاء جبار ، والأربعاء دبار ، والخميس مؤنس ، والجمعة عروبة ، والسبت شيار ، وأنشدني بعض أهل الأدب : @ أؤمل أن أعيش وإن يومي بأوّل أو أهون أو جبار أو التالي دبار أو فيومي يمؤنس أو عروبة أو شيار @@ وأول من سماه يوم الجمعة كعب بن لؤي بن غالب لاجتماع قريش فيه إلى كعب ، وقيل بل سمي في الإسلام لاجتماع الناس فيه للصلاة . { وذروا البيع } منع الله منه عند صلاة الجمعة وحرمه في وقتها على ما كان مخاطباً بفرضها . وفي وقت التحريم قولان : أحدهما : أنه بعد الزوال [ إلى ما ] بعد الفراغ منها ، قاله الضحاك . الثاني : من وقت أذان الخطبة إلى الفراغ من الصلاة ، قاله الشافعي رحمه الله فأما الأذان الأول فمحدث ، فعله عثمان بن عفان ليتأهب الناس به لحضور الخطبة عند اتساع المدينة وكثرة أهلها ، وقد كان عمر أمر أن يؤذن في السوق قبل المسجد ليقوم الناس عن بيوعهم ، فإذا اجتمعوا أذن في المسجد ، فجعله [ عثمان ] آذانين في المسجد ، وليس يحرم البيع بعده وقبل الخطبة ، فإن عقد في هذا الوقت المحرم بيع لم يبطل البيع وإن كان قد عصى الله ، لأن النهي مختص بسبب يعود إلى العاقدين دون العقد ، وأبطله ابن حنبل تمسكاً بظاهر النهي . { ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون } يعني أن الصلاة خير لكم من البيع والشراء لأن الصلاة تفوت بخروج وقتها ، والبيع لا يفوت . { فإذا قضيت الصلاة } يعني أُدّيتْ . { فانتشروا في الأرض } حكي عن عراك بن مالك أنه كان إذا صلى الجمعة انصرف فوقف على باب المسجد فقال : اللهم إني أجبت دعوتك وصليت فرضيتك وانتشرت كما أمرتني فارزقني من فضلك وأنت خير الرازقين . { وابتغوا من فضل الله } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : الرزق من البيع والشراء ، قاله مقاتل والضحاك . الثاني : العمل في يوم السبت ، قاله جعفر بن محمد . الثالث : ما رواه أبو خلف عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله ، قال : ليس بطلب الدنيا لكن من عيادة مريض وحضور جنازة وزيارة أخ في الله . "