Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 67, Ayat: 1-5)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { تباركَ الذي بيدِهِ المُلْكُ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : أن التبارُك تفاعُل من البركة ، قاله ابن عباس . وهو أبلغ من المبارك لاختصاص اللَّه بالتبارك واشتراك المخلوقين في المبارك . الثاني : أي تبارك في الخلق بما جعل فيهم من البركة ، قاله ابن عطاء . الثالث : معناه علا وارتفع ، قاله يحيى بن سلام . وفي قوله " الذي بيده الملك " وجهان : أحدهما : ملك السموات والأرض في الدنيا والآخرة . الثاني : ملك النبوة التي أعزّ بها من اتبعه وأذل بها من خالفه ، قاله محمد بن إسحاق . { وهو عَلى كُلِّ شَىْءٍ قَديرٌ } من إنعام وانتقام . { الذي خَلَقَ الموتَ والحياةَ } يعني الموت في الدنيا ، والحياة في الآخرة . قال قتادة : كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول : " " إن اللَّه أذل بني آدم بالموت ، وجعل الدنيا دار حياة ثم دار موت ، وجعل الآخرة دار جزاء ثم دار بقاء " . الثاني : أنه خلق الموت والحياة جسمين ، فخلق الموت في صورة كبش أملح ، وخلق الحياة في صورة فرس [ أنثى بلقاء ] ، وهذا مأثور حكاه الكلبي ومقاتل . { لِيَبْلُوكم أيُّكم أَحْسَنُ عَمَلاً } فيه خمسة تأويلات : أحدها : أيكم أتم عقلاً ، قاله قتادة . الثاني : أيكم أزهد في الدنيا ، قاله سفيان . الثالث : أيكم أورع عن محارم اللَّه وأسرع إلى طاعة اللَّه ، وهذا قول مأثور . الرابع : أيكم للموت أكثر ذِكْراً وله أحسن استعداداً ومنه أشد خوفاً وحذراً ، قاله السدي . الخامس : أيكم أعرف بعيوب نفسه . ويحتمل سادساً : أيكم أرضى بقضائه وأصبر على بلائه . { الذي خَلَقَ سَبْعَ سمواتٍ طِباقاً } فيه وجهان : أحدهما : أي متفق متشابه ، مأخوذ من قولهم هذا مطابق لهذا أي شبيه له ، قاله ابن بحر . الثاني : يعني بعضهن فوق بعض ، قال الحسن : وسبع أرضين بعضهن فوق بعض ، بين كل سماء وأرض خلق وأمر . { ما تَرَة في خَلْق الرحمنِ من تفاوُتٍ } فيه أربعة أوجه : أحدها : من اختلاَف ، قاله قتادة ، ومنه قول الشاعر : @ متفاوتات من الأعنة قطّباً حتى وفي عشية أثقالها . @@ الثاني : من عيب ، قاله السدي . الثالث : من تفرق ، قاله ابن عباس . الرابع : لا يفوت بعضه بعضاً ، قاله عطاء بن أبي مسلم . قال الشاعر : @ فلستُ بمُدْركٍ ما فاتَ مِنِّي بِلَهْفَ وَلاَ بِليْتَ ولا لَو أنِّي @@ { فارْجِع البَصَرَ } قال قتادة : معناه فانظر إلى السماء . { هل تَرَى من فُطور } فيه أربعة أوجه : أحدها : من شقوق ، قاله مجاهد والضحاك . الثاني : من خلل ، قاله قتادة . الثالث : من خروق قاله السدي . الرابع : من وهن ، قاله ابن عباس . { ثم ارْجع البَصَرَ كَرّتَيْنِ } أي انظر إلى السماء مرة بعد أخرى . ويحتمل أمره بالنظر مرتين وجهين : أحدهما : لأنه في الثانية أقوى نظراً وأحدّ بصراً . الثاني : لأنه يرى في الثانية من سير كواكبها واختلاف بروجها ما لا يراه من الأولى فيتحقق أنه لا فطور فيها . وتأول قوم بوجه ثالث : أنه عنى بالمرتين قلباً وبصراً . { ينْقَلِبْ إليك البَصَرُ خَاسئاً وهو حَسيرٌ } أي يرجع إليك البصر لأنه لا يرى فطوراً فيرتد . وفي " خاسئاً " أربعة أوجه : أحدها : ذليلاً ، قاله ابن عباس . الثاني : منقطعاً ، قاله السدي . الثالث : كليلاً ، قاله يحيى بن سلام . الرابع : مبعداً ، قاله الأخفش مأخوذ من خسأت الكلب إذا أبعدته . وفي " حسير " ثلاثة أوجه : أحدها : أنه النادم ، ومنه قول الشاعر : @ ما أنا اليوم على شيء خلا يا ابنة القَيْنِ تَولّى بحَسيرْ @@ الثاني : أنه الكليل الذي قد ضعف عن إدراك مرآه ، قاله ابن عباس ومنه قول الشاعر : @ مَنْ مدّ طرْفاً إلى ما فوق غايته ارتدَّ خَسْآنَ مِنه الطّرْفُ قد حَسِرا @@ والثالث : أنه المنقطع من الإعياء ، قاله السدي ، ومنه قول الشاعر :