Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 68, Ayat: 42-47)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يومَ يُكْشَفُ عن ساقٍ } فيه أربعة أوجه : أحدها : عن ساق الآخرة ، قاله الحسن . الثاني : الساق الغطاء ، قاله الربيع بن أنس ، ومنه قول الراجز : @ في سَنَةٍ قد كشفتْ عن ساقها حمراءَ تبري اللحم عن عراقها @@ الثالث : أنه الكرب والشدة ، قاله ابن عباس ، ومنه قول الشاعر : @ كشفت لهم عن ساقها وبدا من الشر الصُّراح @@ الرابع : هو إقبال الآخرة وذهاب الدنيا ، قال الضحاك : لأنه أول الشدائد ، كما قال الراجز : @ قد كشفت عن ساقها فشُدُّوا وجدّت الحربُ بكم فجدوا @@ فأما ما روي أن اللَّه تعالى يكشف عن ساقه فإن اللَّه تعالى منزه عن التبعيض والأعضاء وأن ينكشف أو يتغطى ، ومعناه أنه يكشف عن العظيم من أمره ، وقيل يكشف عن نوره . وفي هذا اليوم ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه يوم الكبر والهرم والعجز عن العمل . الثاني : أنه يوم حضور المنية والمعاينة . الثالث : أنه يوم القيامة . { ويُدْعَون إلى السجودِ فلا يستطيعون } فمن قال في هذا اليوم إنه يوم القيامة جعل الأمر بهذا السجود على وجه التكليف . ومن جعله في الدنيا فلهم في الأمر بهذا السجود قولان : أحدهما : أنه تكليف . الثاني : تندم وتوبيخ للعجز عنه ، وكان ابن بحر يذهب إلى أن هذا الدعاء إلى السجود إنما كان في وقت الاستطاعة ، فلم يستطيعوا بعد العجز أن يستدركوا ما تركوا . { فذرْنِي ومَن يُكذّبُ بهذا الحديث } قال السدي : يعني القرآن . ويحتمل آخر أي بيوم القيامة . { سنستدرجهم مِن حيثُ لا يَعْلمون } فيه خمسة أوجه : أحدها : سنأخذهم على غفلة وهم لا يعرفون ، قاله السدي . الثاني : نتبع النعمة السيئة وننسيهم التوبة ، قاله الحسن . الثالث : نأخذهم من حيث درجوا ودبوا ، قاله ابن بحر . الرابع : هو تدريجهم إلى العذاب بإدنائهم منه قليلاً بعد قليل حتى يلاقيهم من حيث لا يعلمون ، لأنهم لو علموا وقت أخذهم بالعذاب ما ارتكبوا المعاصي وأيقنوا بآمالهم . الخامس : ما رواه إبراهيم بن حماد ، قال الحسن : كم من مستدرج بالإحسان إليه ، وكم من مغبون بالثناء عيه ، وكم من مغرور بالستر عليه . والاستدراج : النقل من حال إلى حال كالتدرج ، ومنه قيل درجة وهي منزلة بعد منزلة .