Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 69, Ayat: 25-37)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وأمّا من أُوتي كتابه بشماله } يحتمل وجهين : أحدهما : أنه كان يقول ذلك راجياً . الثاني : أنه كان مستوراً فافتضح ، ومن عادة العرب أن تفرق بين القبول والرد وبين الكرامة والهوان ، باليمين والشمال ، فتجعل اليمين بشيراً بالقبول والكرامة ، وتجعل الشمال نذيراً بالرد والهوان . { ولم أَدْرِ ما حِسابِيَهْ } يحتمل وجهين : أحدهما : لما شاهد من كثرة سيئاته وكان يظنها قليلة ، لأنه أحصاه اللَّه ونسوه . الثاني : لما رأى فيه من عظيم عذابه وأليم عقابه . { يَا لَيْتَها كانت القاضيةَ } فيه وجهان : أحدهما : يعني موتاً لا حياة فيه بعدها ، قاله الضحاك . الثاني : أنه تمنى أن يموت في الحال ، ولم يكن في الدنيا أكره إليه من الموت ، قاله قتادة . { ما أغْنَى عَنيِّ مالِيَهْ } يحتمل وجهين : أحدهما : أن كثرة ماله في الدنيا لم يمنع عنه في الآخرة . الثاني : لأن رغبته في زينة الدنيا وكثرة المال هو الذي ألهاه عن الآخرة . { هَلَكَ عني سُلْطانِيَهْ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : معناه ضللت عن حُجّتي ، قاله مجاهد وعكرمة والسدي والضحاك . الثاني : سلطانه الذي تسلط به على بدنه حتى أقدم به على معصيته ، وهذا معنى قول قتادة . الثالث : أنه كان في الدنيا مطاعاً في أتباعه ، عزيزاً في امتناعه ، وهذا معنى قول الربيع بن أنس . وحكي أن هذا في أبي جهل بن هشام ، وذكر الضحاك أنها نزلت في الأسود ابن عبد الأسد . { فليس له اليومَ ها هنا حَميمٌ } الحميم : القريب ، ومعناه ليس له قريب ينفعه ويدفع عنه كما كان يفعل معه في الدنيا . { ولا طعامٌ إلا مِنْ غِسْلين } فيه أربعة أقاويل : أحدها : أنه غسالة أطرافهم ، قاله يحيى بن سلام ، قال الأخفش : هو فعلين من الغسل . الثاني : أنه صديد أهل النار ، قاله ابن عباس . الثالث : أنه شجرة في النار هي أخبث طعامهم ، قاله الربيع بن أنس . الرابع : أنه الحار الذي قد اشتد نضجه ، بلغة أزد شنوءة .