Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 69, Ayat: 19-24)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فأمّا مَنْ أُوتي كتابَه بيمينه } لأن إعطاء الكتاب باليمين دليل على النجاة . { فيقول هاؤم اقْرَؤوا كِتابيهْ } ثقة بسلامته وسروراً بنجاته ، لأن اليمين عند العرب من دلائل الفرج ، والشمال من دلائل الغم ، قال الشاعر : @ أبيني أفي يُمْنَى يديكِ جَعَلْتِني فأفرح أم صيرتني من شِمالِك @@ وفي قوله " هاؤمُ " ثلاثة أوجه : أحدها : بمعنى هاكم اقرؤوا كتابيه فأبدلت الهمزة من الكاف ، قاله ابن قتيبة . الثاني : أنه بمعنى هلموا اقرؤوا كتابيه ، قال الكسائي : العرب تقول للواحد هاءَ وللاثنين هاؤما وللثلاثة هاؤم . الثالث : أنها كلمة وضعت لإجابة الداعي عند النشاط والفرح روي أن أعرابياً نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوت عالٍ فأجابه هاؤم بطول صوته . والهاء من " كتابيه " ونظائرها موضوعة للمبالغة ، وذكر الضحاك أنها نزلت في أبي سلمة بن عبد الأسد . { إني ظننتُ أني مُلاقٍ حِسابِيَهْ } فيه وجهان : أحدهما : أي علمت ، قال الضحاك : كل ظن في القرآن من المؤمن فهو يقين ، ومن الكافر فهو شك ، وقال مجاهد : ظن الآخرة يقين ، وظن الدنيا شك . الثاني : ما قاله الحسن في هذه الآية ، أن المؤمن أحْسن بربه الظن ، فأحسن العمل ، وأن المنافق أساء بربه الظن فأساء العمل . وفي الحساب ها هنا وجهان : أحدهما : في البعث . الثاني : في الجزاء . { فهو في عِيشَةٍ راضيةٍ } بمعنى مَرْضيّة ، قال أبو هريرة وأبو سعيد الخدري يرفعانه : إنهم يعيشون فلا يموتون أبداً ، ويصحّون فلا يمرضون أبداً ، ويتنعمون فلا يرون بؤساً أبداً ، ويشبّون فلا يهرمون أبداً . { في جنة عالية } يحتمل وجهين : أحدهما : رفيعة المكان . الثاني : عظيمة في النفوس . { قطوفها دانيةٌ } يحتمل وجهين : أحدهما : دانية من الأيدي يتناولها القائم والقاعد . الثاني : دانية الإدراك لا يتأخر حملها ولا نضجها .