Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 115-122)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { وَأَوْحِيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ } قال ابن عباس : العصا أول آيات موسى وكانت من آس الجنة ، طولها عشرة أذرع بطول موسى ، قصد باب فرعون فألقى عليه الفزع ، فشاب فخضب بالسواد استحياء من قومه ، فكان فرعون أول من خضب بسواد . { فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ } معنى تلقف هو سرعة التناول إلا أن المراد هنا سرعة ابتلاعه بالفم . قال أبو حاتم : وهي في بعض القراءات تلقم بالميم والتشديد ، قال الشاعر : @ أَنْتَ عَصَا مُوسَى الَّتِي لَمْ تَزَلْ تَلْقَمُ مَا يَأْفِكُهُ السَّاحِرُ @@ وفي قوله : { مَا يأْفِكُونَ } وجهان : أحدهما : معناه يقلبون ، ومنه المؤتفكات أي المنقلبات ، قاله ابن عيسى . والثاني : معناه يكذبون لأن الإفك هو الكذب ، قاله مجاهد . فإن قيل : فلم أمر موسى السحرة أن يلقو وذلك منهم كفر ولا يجوز أن يأمر به نبي ؟ قيل عن ذلك جوابان . أحدهما : أن مضمون أمره إن كنتم محقين فألقوا . والثاني : القول على ما يصح ويجوز لا على ما يفسد ويستحيل . قوله : { فَوَقَعَ الْحَقُّ } أي ظهر الحق ، قاله الحسن ، ومجاهد ، وفي الحق الذي ظهر فيه قولان : أحدهما : ظهرت عصا موسى على حبال السحرة . والثاني : ظهرت نبوة موسى على ربوبية فرعون . قوله عز وجل : { وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ } في سجودهم قولان : أحدهما : أنهم سجدوا لموسى تسليماً له وإيماناً به . والثاني : أنهم سجدوا لله إقراراً بربوبيته ، لأنهم { قَالُوا ءَامَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ } . وفي سجودهم قولان : أحدهما : أن الله ألهمهم ذلك لطفاً بهم . والثاني : أن موسى وهارون سجدا شكراً لله عند ظهور الحق على الباطل فاقتدوا بهما في السجود لله طاعة .