Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 157-157)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمّيَّ } يعني محمداً صلى الله عليه وسلم وفي تسميته بالأمي ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه لا يكتب . الثاني : لأنه من أم القرى وهي مكة . الثالث : لأن من العرب أمة أمية . { الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبَاً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ } لأن في التوراة في السفر الخامس : إني سأقيم لهم نبياً من إخوتهم مثلك ، واجعل كلامي في فيه فيقول لهم كل ما أوصيته به . وفيها : وأما ابن الأمة فقد باركت عليه جداً جداً وسأدخره لأمة عظيمة . وفي الإنجيل بشارة بالفارقليط في مواضع : يعطيكم فارقليط آخر يكون معكم الدهر كله . وفيها قول المسيح للحواريين : أنا أذهب وسيأتيكم الفارقليط روح الحق الذي لا يتكلم من قبل نفسه ، إنه نذيركم يجمع بين الحق ويخبركم بالأمور المزمعة ويمدحني ويشهد لي . فهذا تفسير { يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ } . ثم قال : { يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ } . وهو الحق . { وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الُْنكَرِ } وهو الباطل وإنما سمي الحق معروفاً لأنه معروف الصحة في العقول ، وسمي الباطل منكراً لأنه منكر الصحة في العقول . ثم قال : { وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّباتِ } يعني ما كانت الجاهلية تحرمه من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام . { وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ } يعني ما كانوا يستحلونه من لحم الخنزير والدماء . { وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ } فيه تأويلان : أحدهما : أنه عهدهم الذي كان الله تعالى أخذه على بني إسرائيل . والثاني : أنه التشديد على بني إٍسرائيل الذي كان في دينهم من تحريم السبت وتحريم الشحوم والعروق وغير ذلك من الأمور الشاقة ، قاله قتادة . { والأَغْلاَلَ التَّي كَانَتْ عَلَيهِمْ } فيها تأويلان : أحدهما : أنه الميثاق الذي أخذه عليهم فيما حرمه عليهم ، قاله ابن أبي طلحة . والثاني : يعني ما بيَّنه الله تعالى في قوله : { غُلَّتْ أَيْدِيِهِمْ } [ المائدة : 64 ] . { فَالَّذِينَ أَمَنُوا بِهِ وعَزَّرُوهُ … } فيه وجهان : أحدهما : يعني عظموه ، قاله علي بن عيسى . والثاني : منعوه من أعدائه ، قاله أبو جعفر الطبري . ومنه تعزير الجاني لأنه يمنعه من العود إلى مثله . { وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ } يعني القرآن ، آمنوا به من بعده فروى قتادة أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه : " أَيُّ الخَلْقِ أَعْجَبُ إِلَيكُم إِيماناً ؟ " قالوا : الملائكة فقال نبي اللَّه ( ص ) : " المَلائِكةُ عِندَ رَبِّهم فَمَا لَهُم لاَ يُؤْمِنُونَ . " فقالوا : النبيون ، فقال : " يُوحَى إِلَيهِم فَمَا لَهُم لاَ يُؤْمِنُونَ " قالوا : نحن يا نبي الله . فقال " أَنَا فِيكُم فَمَا لَكُم لاَ تُؤْمِنونَ ، " فقالوا : يا نبي الله فمن هم ؟ قال : " هُم قَومٌ يَكُونُونَ بَعْدَكُم يَجِدُونَ كِتاباً فِي وَرَقٍ فَيُؤُمِنُونَ بِهِ " فهو معنى قوله : { وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ } .