Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 156-156)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدَّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الأَخِرَةِ } في الحسنة هنا ثلاثة أقاويل : أحدها : أنها النعمة سميت حسنة لحسن موقعها في النفوس . والثاني : أنها الثناء الصالح . والثالث : أنها مستحقات الطاعة . { إِنَّا هُدْنَآ إِلَيْكَ } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : معناه تبنا إليك ، قاله ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، وقتادة ، وإبراهيم . والثاني : رجعنا بالتوبة إليك ، لأنه من هاد يهود إذا رجع ، قاله علي بن عيسى . والثالث : يعني تقربنا بالتوبة إليك من قولهم : ما له عند فلان هوادة ، أي ليس له عنده سبب يقربه منه ، قاله ابن بحر . { قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَآءُ } وفيه قولان : أحدهما : من أشاء من خلقي كما أصيب به قومك . الثاني : من أشاء في التعجيل والتأخير . { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ } فيها ثلاثة تأويلات : أحدها : أن مخرجها عام ومعناها خاص ، تأويل ذلك : ورحمتي وسعت المؤمنين بي من أمة محمد صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى { فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ } الآية قاله ابن عباس . والثاني : أنها على العموم في الدنيا والخصوص في الآخرة ، وتأويل ذلك : ورحمتي وسعت في الدنيا البر والفاجر ، وفي الآخرة هي للذين اتقوا خاصة ، قاله الحسن ، وقتادة . والثالث : أنها التوبة ، وهي على العموم ، قاله ابن زيد . { فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ } فيه قولان : أحدهما : يتقون الشرك ، قاله ابن عباس . والثاني : يتقون المعاصي ، قاله قتادة . { وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ } فيها قولان : أحدهما : أنها زكاة أموالهم لأنها من أشق فرائضهم ، وهذا قول الجمهور . والثاني : معناه أي يطيعون الله ورسوله ، قاله ابن عباس والحسن ، وذهبا إلى أنه العمل بما يزكي النفس ويطهرها من صالحات الأعمال . فأما المكنّى عنه بالهاء التي في قوله : { فَسَأَكْتُبُهَا } فقد قيل إن موسى لما انطلق بوفد بني إسرائيل كلّمه الله وقال : إني قد بسطت لهم الأرض طهوراً ومساجد يصلون فيها حيث أدركتهم الصلاة إلا عند مرحاض أو قبر أو حمّام ، وجعلت السكينة في قلوبهم ، وجعلتهم يقرؤون التوراة عن ظهر ألسنهم ، قال فذكر موسى ذلك لبني إسرائيل ، فقالوا لا نستطيع حمل السكينة في قلوبنا فاجعلها لنا في تابوت ، ولا نقرأ التوراة إلا نظراً ، ولا نصلي إلا في السكينة ، فقال الله تعالى { فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ } يعني ما مضى من السكينة والصلاة والقراءة ، ثم بيَّن من هم فقال :