Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 70, Ayat: 1-7)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { سأَل سائلٌ } قرأه الجمهور بهذين الحرفين في سأل سائل ، وفيه ثلاثة أوجه : أحدها : معناه استخبر مستخبر عن العذاب متى يقع ، على التكذيب . الثاني : دعا داع أن يقع البلاء بهم على وجه الاستهزاء ، قاله مجاهد . الثالث : طلب طالب . { بعذابٍ واقعٍ } وفي هذا الطالب ثلاثة أقاويل : أحدها : أنهالنضر بن الحارث ، وكان صاحب لواء المشركين يوم بدر ، وقد سأل ذلك في قوله { اللهم إن كان هذا هو الحقَ من عندك فأمطِرْ علينا حجارةً من السماء أو ائتنا بعذاب أليم } [ الأنفال : 32 ] قاله ابن عباس ومجاهد . الثاني : أنه أبو جهل : وهو القائل لذلك ، قاله ربيع بن أبي حمزة . الثالث : أنه قول جماعة من قريش . وفي هذا العذاب قولان : أحدهما : أنه العذاب في الآخرة ، قاله مجاهد . الثاني : أنها نزلت بمكة وعذابه يوم بدر بالقتل والأسر ، قاله السدي . وقرأ نافع وزيد بن أسلم وابنه " سأل سايل " غير مهموز ، وسايل واد في جهنم ، وسمي بذلك لأنه يسيل بالعذاب . { مِن اللَّهِ ذي المعارج } فيه خمسة تأويلات : أحدها : ذي الدرجات ، قاله ابن عباس . الثاني : ذي الفواضل والنعم ، قاله قتادة . الثالث : ذي العظمة والعلاء . الرابع : ذي الملائكة ، لأنهم كانوا يعرجون إليه ، قاله قتيبة . الخامس : أنها معارج السماء ، قاله مجاهد . { تَعْرُجُ الملائكةُ والروحُ إليه } أي تصعد ، وفي الروح ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه روح الميت حين يقبض ، قاله قَبيصة بن ذؤيب ، يرفعه . الثاني : أنه جبريل ، كما قال تعالى : " نزل به الروح الأمين " . الثالث : أنه خلق من خلق اللَّه كهيئة الناس وليس بالناس ، قاله أبو صالح . { في يوم كان مِقدارُه خمسينَ ألْفَ سنةٍ } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه يوم القيامة ، قاله محمد بن كعب والحسن . الثاني : أنها مدة الدنيا ، مقدار خمسين ألف سنة ، لا يدري أحد كم مضى وكم بقي إلا اللَّه ، قاله عكرمة . الثالث : أنه مقدار مدة الحساب في عرف الخلق أنه لو تولى بعضهم محاسبة بعض لكان مدة حسابهم خمسين ألف سنة ، إلا أن اللَّه تعالى يتولاه في أسرع مدة . وروى معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " يحاسبهم اللَّه بمقدار ما بين الصلاتين ولذلك سمى نفسه سريع الحساب ، وأسرع الحاسبين " . { فاصْبِرْ صَبْراً جَميلاً } فيه أربعة تأويلات : أحدها : أنه الصبر الذي ليس فيه جزع ، قاله مجاهد . الثاني : أنه الصبر الذي لا بث فيه ولا شكوى . الثالث : أنه الانتظار من غير استعجال ، قاله ابن بحر . الرابع : أنه المجاملة في الظاهر ، قاله الحسن . وفيما أُمر بالصبر عليه قولان : أحدهما : أُمر بالصبر على ما قذفه المشركون من أنه مجنون وأنه ساحر وأنه شاعر ، قاله الحسن . الثاني : أنه أُمر بالصبر على كفرهم ، وذلك قبل أن يفرض جهادهم ، قاله ابن زيد . { إنهم يَرَوْنه بعيداً } فيه قولان : أحدهما : أنه البعث في القيامة . الثاني : عذاب النار . وفي المراد بالبعيد وجهان : أحدهما : مستحيل غير كائن . الثاني : استبعاد منهم للآخرة . { ونراه قريباً } أي كائناً ، لأن ما هو كائن قريب .