Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 70, Ayat: 8-18)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يومَ تكونُ السّماءُ كالمُهْلِ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : كدرديّ الزيت ، قاله ابن عباس . الثاني : كمذاب الرصاص والنحاس والفضلة ، قاله ابن مسعود . الثالث : كقيح من دم ، قاله مجاهد . { وتكونُ الجبالُ كالعِهْنِ } يعني كالصوف المصبوغ ، والمعنى أنها تلين بعد الشدة ، وتتفرق بعد الاجتماع . { يُبْصّرُونَهم } فيه أربعة أوجه : أحدها : أنه يبصر بعضهم بعضاً فيتعارفون ، قاله قتادة . الثاني : أن المؤمنين يبصرون الكافرين ، قاله مجاهد . الثالث : أن الكافرين يبصرون الذين أضلوهم في النار ، قاله ابن زيد . الرابع : أنه يبصر المظلوم ظالمه ، والمقتول قاتله . { يَوَدّ المجْرِمُ } فيه وجهان : أحدهما : يحب . الثاني : يتمنى ، والمجرم هو الكافر . { لو يَفْتَدِي مِن عَذابِ يومِئذ } يعني يفتدي من عذاب جهنم بأعز من كان عليه في الدنيا من أقاربه ، فلا يقدر . ثم ذكرهم فقال : { ببنيه } . { وصاحبته } يعني زوجته : { وأخيه } . { وفصيلته } فيه وجهان : أحدهما : عشيرته التي تنصره ، قاله ابن زيد . الثاني : أنها أمه التي تربيه ، قاله مالك ، وقال أبو عبيدة : الفصيلة دون القبيلة . { التي تؤويه } فيه وجهان : أحدهما : التي يأوي إليها في نسبه ، قاله الضحاك . الثاني : يأوي إليها في خوفه . { كلا إنها لَظَى } فيه وجهان : أحدهما : أنها اسم من أسماء جهنم ، سميت بذلك لأنها التي تتلظى ، وهو اشتداد حرها . الثاني : أنه اسم الدرك الثامن في جهنم ، قاله الضحاك . { نَزّاعة للشّوَى } فيه خمسة تأويلات : أحدها : أنها أطراف اليدين والرجلين ، قاله أبو صالح ، قال الشاعر : @ إذا نَظَرْتَ عَرَفْت الفخر منها وعَيْنيها ولم تعْرِفْ شَواها . @@ الثاني : قال الضحاك : هي جهنم تفري اللحم والجلد عن العظم ، وقال مجاهد : جلدة الرأس ومنه قول الأعشى : @ قالت قُتَيْلَةُ ما لَه قد جُلِّلَتْ شيْباً شَواتهُ . @@ الثالث : أنه العصب والعقب ، قاله ابن جبير . الرابع : أنه مكارم وجهه ، قاله الحسن . الخامس : أنه اللحم والجلد الذي على العظم ، لأن النار تشويه ، قاله الضحاك . { تَدْعو مَنْ أَدْبَرَ وتَوَلّى } وفي دعائها ثلاثة أوجه : أحدها : أنها تدعوهم بأسمائهم فتقول للكافر : يا كافر إليّ ، وللمنافق : يا منافق إليّ ، قاله الفراء . الثاني : أن مصير من أدبر وتولى إليها ، فكأنها الداعية لهم ، ومثله قول الشاعر : @ ولقد هَبَطْنا الوادِيَيْن فوادياً يَدْعو الأنيسَ به العَضيضُ الأبكمُ . @@ العضيض الأبكم : الذباب ، وهو لا يدعو وإنما طنينه ينبه عليه ، فدعا إليه . الثالث : الداعي خزنة جهنم أضيف دعاؤهم إليها ، لأنهم يدعون إليها . وفي ما { أدبر وتولى } عنه أربعة أوجه : أحدها : أدبر عن الطاعة وتولى عن الحق ، قاله مجاهد . الثاني : أدبر عن الإيمان وتولى إلى الكفر ، قاله مقاتل . الثالث : أدبر عن أمر اللَّه وتولى عن كتاب اللَّه ، قاله قتادة . الرابع : أدبر عن القبول وتولى عن العمل . { وجَمَع فأوْعَى } يعني الذي أدبر وتولى جمع المال فأوعى ، بأن جعله في وعاء حفظاً له ومنعاً لحق اللَّه منه ، قال قتادة : فكان جموعاً منوعاً .