Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 71, Ayat: 1-4)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { إنا أَرْسَلْنا نُوحاً إلى قَوْمِه } روى قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أول نبي أُرسل نوح " قال قتادة : بعث من الجزيرة . واختلف في سنه حين بعث : قال ابن عباس : بعث وهو ابن أربعين سنة . وقال عبد اللَّه بن شداد : بعث وهو ابن ثلاثمائة وخمسين سنة . وقال إبراهيم بن زيد : إنما سمي نوحاً لأنه كان ينوح على نفسه في الدنيا . { أنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أن يأتيَهم عَذابٌ أَليمٌ } فيه وجهان : أحدهما : يعني عذاب النار في الآخرة ، قاله ابن عباس . الثاني : عذاب الدنيا ، وهو ما ينزل عليهم بعد ذلك من الطوفان ، قاله الكلبي ، وكان يدعو قومه وينذرهم فلا يرى منهم مجيباً ، وكانوا يضربونه حتى يغشى عليه ، فيقول : رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون . { يَغْفِرْ لكم مِن ذُنوبكم } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : أن " من " صلة زائدة ، ومعنى الكلام يغفر ذنوبكم ، قاله السدي . الثاني : أنها ليست صلة ، ومعناه يخرجكم من ذنوبكم ، قاله زيد بن أسلم . الثالث : معناه يغفر لكم من ذنوبكم ما استغفرتموه منها ، قاله ابن شجرة . { ويُؤَخِّرْكم إلى أجَلٍ مُسمى } يعني إلى موتكم وأجلكم الذي خط لكم ، فيكون موتكم بغير عذاب إن آمنتم . { إنّ أَجَلَ اللَّه إذا جاءَ لا يُؤخَّرُ لو كنتم تَعْلَمونَ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : يعني بأجل اللَّه الذي لا يؤخر يوم القيامة ، جعله اللَّه أجلاً للبعث ، قاله الحسن . الثاني : يعني أجل الموت إذا جاء لم يؤخر ، قاله مجاهد . الثالث : يعني أجل العذاب إذا جاء لا يؤخر ، قاله السدي . وفي قوله : " لو كنتم تعلمون " وجهان : أحدهما : أن ذلك بمعنى إن كنتم تعلمون . الثاني : لو كنتم تعلمون لعلمتم أن أجل اللَّه إذا جاء لا يؤخر ، قاله الحسن .