Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 72, Ayat: 8-10)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وأنا لَمسْنا السّماءَ } فيه وجهان : أحدهما : طلبنا السماءَ ، والعرب تعبر عن الطلب باللمس تقول جئت ألمس الرزق وألتمس الرزق . الثاني : قاربنا السماء ، فإن الملموس مقارَب . { فوَجدْناها } أي طرقها . { مُلئتْ حَرَساً شديداً } هم الملائكة الغلاظ الشداد . { وشُهُباً } جمع شهاب وهو انقضاض الكواكب المحرقة لهم عند استراق السمع ، واختلف في انقضاضها في الجاهلية قبل مبعث الرسول الله صلى الله عليه وسلم على قولين : أحدهما : أنها كانت تنقض في الجاهلية ، وإنما زادت بمبعث الرسول إنذاراً بحاله ، قال أوس بن حجر ، وهو جاهلي : @ فانقضّ كالدُّرِّيِّ يَتْبَعهُ نقعٌ يثورُ تخالُهُ طُنُباً @@ وهذا قول الأكثرين . الثاني : أن الانقضاض لم يكن قبل المبعث وإنما أحدثه الله بعده ، قال الجاحظ : وكل شعر روي فيه فهو مصنوع . { وأنّا كُنّا نَقْعُدُ منها مَقَاعِدَ للسّمْعِ } يعني أن مردة الجن كانوا يقعدون من السماء الدنيا مقاعد للسمع يستمعون من الملائكة أخبار السماء حتى يُلقوها إلى الكهنة فتجري على ألسنتهم ، فحرسها اللَّه حين بعث رسوله بالشهب المحرقة ، فقالت الجن حينئذٍ : { فمن يستمع الآن يجد له شهاباً رَصَداً } يعني بالشهاب الكوكب المحرق ، والرصد من الملائكة . أما الوحي فلم تكن الجن تقدر على سماعه ، لأنهم كانوا مصروفين عنه من قبل . { وأنّا لا نَدْرِي أشَرٌ أُريدَ بمن في الأرضِ أمْ أرادَ بهم ربُّهم رَشَداً } فيه وجهان : أحدهما : أنهم لا يدرون هل بعث الله محمداً ليؤمنوا به ويكون ذلك منهم رشداً ولهم ثواباً ، أم يكفروا به فيكون ذلك منهم شراً وعليهم عقاباً ، وهذا معنى قول السدي وابن جريج . الثاني : أنهم لا يدرون حراسة السماء بالشهب هل شر وعذاب أم رشد وثواب ، قاله ابن زيد .