Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 74, Ayat: 1-10)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { يا أيها المدَّثِّر } فيه قولان : أحدهما : يا أيها المدثر بثيابه ، قاله قتادة . الثاني : بالنبوة وأثقالها ، قاله عكرمة . { قم } من نومك { فأنذر } قومك عذاب ربك . ويحتمل وجهاً ثالثاً : يا أيها الكاتم لنبوته اجهر بإنذارك . ويحتمل هذا الإنذار وجهين : أحدهما : إعلامهم بنبوته لأنه مقدمة الرسالة . الثاني : دعاؤهم إلى التوحيد لأنه المقصود بها . قال ابن عباس وجابر هي أول سورة نزلت . { وثيابَك فَطِّهرْ } فيه خمسة أقاويل : أحدها : أن المراد بالثياب العمل . الثاني : القلب . الثالث : النفْس . الرابع : النساء والزوجات . الخامس : الثياب الملبوسات على الظاهر . فمن ذهب على أن المراد بها العمل قال تأويل الآية : وعملك فأصلح ، قاله مجاهد ، ومنه ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " يحشر المرء في ثوبيه اللذين مات فيها " يعني عمله الصالح والطالح . ومن ذهب إلى أن المراد بالثياب القلب فالشاهد عليه قول امرىء القيس : @ وإن تك قد ساءتك مني خليقةٌ فسلّي ثيابي من ثيابكِ تنسلِ @@ ولهم في تأويل الآية وجهان : أحدهما : معناه وقلبك فطهر من الإثم والمعاصي ، قاله ابن عباس وقتادة . الثاني : وقلبك فطهر من الغدر وهذا مروي عن ابن عباس ، واستشهد بقول الشاعر : @ فإني بحْمدِ الله لا ثوْبَ فاجر لبست ولا مِن غَدْرةٍ أَتَقَنّع . @@ ومن ذهب إلى أن المراد بالثياب النفس فلأنها لابسة الثياب ، فكنى عنها بالثياب ، ولهم في تأويل الآية ثلاثة أوجه : أحدها : معناه ونفسك فطهر مما نسبك إليه المشركون من شعر أو سحر أو كهانة أو جنون ، رواه ابن أبي نجيح وأبو يحيى عن مجاهد . الثاني : ونفسك فطهرها مما كنت تشكو منه وتحذر ، من قول الوليد بن المغيرة ، قاله عطاء . الثالث : ونفسك فطهرها من الخطايا ، قاله عامر . ومن ذهب إلى أن المراد النساء والزوجات فلقوله تعالى : { هن لباس لكم وأنتم لباس لهن } [ البقرة : 187 ] ولهم في تأويل الآية وجهان : أحدهما : معناه ونساءك فطهر باختيار المؤمنات العفائف . الثاني : الاستمتاع بهن من القبل دون الدبر ، وفي الطهر دون الحيض ، حكاهما ابن بحر . ومن ذهب إلى أن المراد بها الثياب الملبوسة على الظاهر ، فلهم في تأويله أربعة أوجه : أحدها : معناه وثيابك فأنْقِ ، رواه عطاء عن ابن عباس ، ومنه قول امرىء القيس : @ ثياب بني عَوفٍ طهارى نقيّةٌ وأَوْجُهُهُمْ عند المشاهد غُرّان @@ الثاني : وثيابك فشمّر وقصّر ، قاله طاووس . الثالث : وثيابك فطهر من النجاسات بالماء ، قاله محمد بن سيرين وابن زيد والفقهاء . الرابع : معناه لا تلبس ثياباً إلا [ من ] كسب حلال مطهرة من الحرام . { والرُّجْزَ فاهْجُرْ } فيه ستة تأويلات : أحدها : يعني الآثام والأصنام ، قاله جابر وابن عباس وقتادة والسدي . الثاني : والشرك فاهجر ، قاله ابن جبير . الثالث : والذنب فاهجر ، قاله الحسن . الرابع : والإثم فاهجر ، قال السدي . الخامس : والعذاب فاهجر ، حكاه أسباط . السادس : والظلم فاهجر ، ومنه قول رؤبة بن العجاج . @ كم رامنا من ذي عديد منه حتى وَقَمْنا كيدَه بالرجزِ . @@ قاله السدي : الرَّجز بنصب الراء : الوعيد . { ولا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِر } فيه أربعة تأويلات : أحدها : لا تعط عطية تلتمس بها أفضل منها ، قاله ابن عباس وعكرمة وقتادة ، قال الضحاك : هذا حرمه الله تعالى على رسول وأباحه لأمته . الثاني : معناه لا تمنن بعملك تستكثر على ربك ، قاله الحسن . الثالث : معناه لا تمنن بالنبوة على الناس تأخذ عليها منهم أجراً ، قاله ابن زيد . الرابع : معناه لا تضعف عن الخير أن تستكثر منه ، قاله مجاهد . ويحتمل تأويلاً خامساً : لا تفعل الخير لترائي به الناس . { ولِربِّك فاصْبِرْ } أما قوله " وَلِرَبِّكَ " ففيه ثلاثة أوجه : أحدها : لأمر ربك . الثاني : لوعد ربك . الثالث : لوجه ربك . وفي قوله " فاصْبِرْ سبعة تأويلات : أحدها : فاصْبِرْ على ما لاقيت من الأذى والمكروه قاله مجاهد . الثاني : على محاربة العرب ثم العجم ، قاله ابن زيد . الثالث : على الحق فلا يكن أحد أفضل عندك فيه من احد ، قاله السدي . الرابع : فاصْبِرْ على عطيتك لله ، قاله إبراهيم . الخامس : فاصْبِرْ على الوعظ لوجه الله ، قاله عطاء . السادس : على انتظام ثواب عملك من الله تعالى ، وهو معنى قول ابن شجرة . السابع : على ما أمرك الله من أداء الرسالة وتعليم الدين ، حكاه ابن عيسى . { فإذا نُقِرَ في الناقُورِ } فيه تأويلان : أحدهما : يعني نفخ في الصور ، قاله ابن عباس ، وهل المراد النفخة الأولى أو الثانية ؟ قولان : أحدهما : الأولى . والثاني : الثانية . - الثاني : أن الناقور القلب يجزع إذا دعي الإنسان للحساب ، حكاه ابن كامل . ويحتمل تأويلاً ثالثاً : أن الناقور صحف الأعمال إذا نشرت للعرض .