Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 77, Ayat: 16-28)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ألم نُهلِكِ الأوَّلينِ } يعني من العصاة ، وفيمن أريد بهم وجهان : أحدهما : قوم نوح عليه السلام لعموم هلاكهم بالطوفان لأن هلاكهم أشهر وأعم . الثاني : أنه قوم كل نبي استؤصلوا ، لأنه في خصوص الأمم أندر . { ثُمّ نُتْبِعُهُم الآخِرينَ } يعني في هلاكهم بالمعصية كالأولين ، إما بالسيف وإما بالهلاك . { كذلك نَفْعَلُ بالمْجرمين } يحتمل وجهين : أحدهمأ : أنه تهويل لهلاكهم في الدنيا اعتباراً . الثاني : أنه إخبار بعذابهم في الآخرة استحقاقاً . { أَلمْ نَخْلُقْكُم مِنْ ماءٍ مَهينٍ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : من صفوة الماء ، قاله ابن عباس . الثاني : من ماء ضعيف ، قاله مجاهد وقتادة . الثالث : من مني سائل ، قاله ابن كامل . { فَجَعَلْناه في قرارٍ مَكينٍ } فيه وجهان : أحدهما : قاله وهب بن منبّه في رحم أُمّه لا يؤذيه حَرّ ولا برد . الثاني : مكين حريز لا يعود فيخرج ولا يبث في الجسد فيدوم ، قاله الكلبي . { إلى قَدَرٍ مَعْلُومٍِ } إلى يوم ولادته . { فقدرنا فنِعْم القادِرون } في قراءة نافع مشددة ، وقرأ الباقون مخففة ، فمن قرأ بالتخفيف فتأويلها : فملكنا فنعم المالكون . ومن قرأ بالتشديد فتأويلها : فقضينا فنعم القاضون ، وقال الفراء : هما لغتان ومعناهما واحد . { ألمْ نجْعَلِ الأرضَ كِفاتاً } فيه أربعة تأويلات : أحدها : يعني كِنّاً ، قاله ابن عباس . الثاني : غطاء ، قاله مجاهد . الثالث : مجمعاً ، قاله المفضل . الرابع : وعاء قال الصمصامة بن الطرماح : @ فأنت اليومَ فوق الأرض حيٌّ وأنت غداً تَضُمُّكَ من كِفات . @@ { أحْياءً وأَمْواتاً } فيه وجهان : أحدهما : أن الأرض تجمع الناس أحياء على ظهرها وأمواتاً في بطنها ، قاله قتادة والشعبي . الثاني : أن من الأرض أحياء بالعمارة والنبات ، وأمواتاً بالجدب والجفاف ، وهو أحد قولي مجاهد .