Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 77, Ayat: 1-15)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { والمرسلات عُرْفاً } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : الملائكة ترسل بالمعروف ، قاله أبو هريرة وابن مسعود . الثاني : أنهم الرسل يرسلون بما يُعرفون به من المعجزات ، وهذا قول أبي صالح . الثالث : أنها الرياح ترسل بما عرفها الله تعالى . ويحتمل رابعاً : أنها السحب لما فيها من نعمة ونقمة عارفة بما أرسلت فيه ، ومن أرسلت إليه . ويحتمل خامساً : أنها الزواجر والمواعظ . وفي قوله " عُرْفاً " على هذا التأويل ثلاثة أوجه : أحدها : متتابعات كعُرف الفرس ، قاله ابن مسعود . الثاني : جاريات ، قاله الحسن يعني القلوب . الثالث : معروفات في العقول . { فالعاصِفاتِ عَصْفاً } فيه قولان : أحدهما : أنها الرياح العواصف ، قاله ابن مسعود . الثاني : الملائكة ، قاله مسلم بن صبيح . ويحتمل قولاً ثالثاً : أنها الآيات المهلكة كالزلازل والخسوف . وفي قوله " عصفاً " وجهان : أحدهما : ما تذروه في جريها . الثاني : ما تهلكه بشدتها . { والنَّاشِراتِ نَشْراً } فيه خمسة أوجه : أحدها : أنها الرياح تنشر السحاب ، قاله ابن مسعود . الثاني : أنها الملائكة تنشر الكتب ، قاله أبو صالح أيضاً . الثالث : أنه المطر ينشر النبات ، قاله ابو صالح أيضاً . الرابع : أنه البعث للقيامة تُنشر فيه الأرواح ، قاله الربيع . الخامس : أنها الصحف تنشر على الله تعالى بأعمال العباد ، قاله الضحاك . { فالفارِقات فَرقاً } فيه أربعة أقاويل : أحدها : الملائكة التي تفرق بين الحق والباطل ، قاله ابن عباس . الثاني : الرسل الذين يفرقون بين الحلال والحرام ، قاله أبو صالح . الثالث : أنها الرياح ، قاله مجاهد . الرابع : القرآن . وفي تأويل قوله " فَرْقاً " على هذا القول وجهان : أحدهما : فرقه آية آية ، قاله الربيع . الثاني : فرق فيه بين الحق والباطل ، قاله قتادة . { فالمُلْقِياتِ ذِكْراً } فيه قولان : أحدهما : الملائكة تلقي ما حملت من الوحي والقرآن إلى من أرسلت إليه من الأنبياء ، قاله الكلبي . الثاني : الرسل يلقون على أممهم ما أنزل إليهم ، قاله قطرب . ويحتمل ثالثاً : أنها النفوس تلقي في الأجساد ما تريد من الأعمال . { عُذْراً أو نُذْراً } يعني عذراً من الله إلى عباده ، ونُذْراً إليهم من عذابه . ويحتمل ثانياً : عذراً من الله بالتمكن ، ونذراً بالتحذير . وفي ما جعله عذراً أو نذراً ثلاثة أقاويل : أحدها : الملائكة ، قاله ابن عباس . الثاني : الرسل ، قاله أبو صالح . الثالث : القرآن ، قاله السدي . { إنما تُوعَدُونَ لَواقعٌ } هذا جواب ما تقدم من القسم ، لأن في أول السورة قسم ، أقسم الله تعالى إنما توعدون على لسان الرسول من القرآن في أن البعث والجزاء واقع بكم ونازل عليكم . ثم بيّن وقت وقوعه فقال : { فإذا النجومُ طُمِسَتْ } أي ذهب ضوؤها ومحي نورها كطمس الكتاب . { وإذا السماءُ فُرِجَتْ } أي فتحت وشققت . { وإذا الجبالُ نُسِفَتْ } أي ذهبت ، وقال الكلبي : سويت بالأرض . { وإذا الرّسُلُ أُقِّتَتْ } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : يعني أُودت ، قاله إبراهيم . الثاني : أُجلت ، قاله مجاهد . الثالث : جمعت ، قاله ابن عباس . وقرأ أبو عمرو " وقتت " ومعناها عرفت ثوابها في ذلك اليوم ، وتحتمل هذه القراءة وجهاً آخر أنها دعيت للشهادة على أممها .