Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 78, Ayat: 1-16)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى { عَمَّ يتساءَلونَ عن النبإ العَظيمِ } يعني عن أي شيء يتساءل المشركون ؟ لأن قريشاً حيث بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلت تجادل وتَختصم في الذي دعا إليه . وفي { النبأ العظيم } أربعة أقاويل : أحدها : القرآن ، قاله مجاهد . الثاني : يوم القيامة ، قاله ابن زيد . الثالث : البعث بعد الموت ، قاله قتادة . الرابع : عن أمر النبي صلى الله عليه وسلم . { الذي هُمْ فيه مُختَلِفَونَ } هو البعث ، فأما الموت فلم يختلفوا فيه ، وفيه قولان : أحدهما : أنه اختلف فيه المشركون من بين مصدق منهم ومكذب ، قاله قتادة . الثاني : اختلف فيه المسلمون والمشركون ، فصدّق به المسلمون وكذّب به المشركون ، قاله يحيى بن سلام . { كَلاَّ سيعْلَمون ثم كلا سيعلمون } فيه قولان : أحدهما : أنه وعيد بعد وعيد للكفار ، قاله الحسن ، فالأول : كلا سيعلمون ما ينالهم من العذاب في القيامة ، والثاني : كلا سيعلمون ما ينالهم من العذاب في جهنم . القول الثاني : أن الأول للكفار فيما ينالهم من العذاب في النار ، والثاني للمؤمنين فيما ينالهم من الثواب في الجنة ، قاله الضحاك . { وجَعَلْنا نَوْمَكم سُباتاً } فيه أربعة تأويلات : أحدها : نعاساً ، قاله السدي . الثاني : سكناً ، قاله قتادة . الثالث : راحة ودعة ، ولذلك سمي يوم السبت سبتاً لأنه يوم راحة ودعة ، قال أبو جعفر الطبري : يقال سبت الرجل إذا استراح . الرابع : سُباتا أي قطعاً لأعمالهم ، لأن أصل السبات القطع ومنه قولهم سبت الرجل شعره إذا قطعه ، قال الأنباري : وسمي يوم السبت لانقطاع الأعمال فيه . ويحتمل خامساً : أن السبات ما قرت فيه الحواس حتى لم تدرك بها الحس . { وجَعَلْنا اللّيلَ لِباساً } فيه وجهان : أحدهما : سكناً ، قاله سعيد بن جبير والسدي . الثاني : غطاء ، لأنه يغطي سواده كما يغطى الثوب لابسه ، قاله أبو جعفر الطبري . { وجَعَلنا النهارَ مَعاشاً } يعني وقت اكتساب ، وهو معاش لأنه يعاش فيه . ويحتمل ثانياً : أنه زمان العيش واللذة . { وجَعَلْنا سِراجاً وَهّاجاً } يعني بالسراج الشمس ، وفي الوهّاج أربعة أقاويل : أحدها : المنير ، قاله ابن عباس . الثاني : المتلألىء ، قاله مجاهد . الثالث : أنه من وهج الحر ، قاله الحسن . الرابع : أنه الوقّاد ، الذي يجمع بين الضياء والجمال . { وأَنْزَلْنا من المُعْصِراتِ ماءً ثَجّاجاً } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : ان المعصرات الرياح ، قاله ابن عباس وعكرمة ، قال زيد بن أسلم هي الجنوب . الثاني : أنها السحاب ، قاله سفيان والربيع . الثالث : أن المعصرات السماء ، قاله الحسن وقتادة . وفي الثجاج قولان : أحدهما : الكثير قاله ابن زيد . الثاني : المنصبّ ، قاله ابن عباس ، وقال عبيد بن الأبرص : @ فثجّ أعلاه ثم ارتج أسفلُه وضاق ذَرْعاً بحمل الماء مُنْصاحِ @@ { لنُخرج به حبّاً ونَباتاً } فيه قولان : أحدهما : ان الحب ما كان في كمام الزرع الذي يحصد ، والنبات : الكلأ الذي يرعى ، وهذا معنى قول الضحاك . الثاني : أن الحب اللؤلؤ ، والنبات : العشب ، قال عكرمة : ما أنزل الله من السماء قطرة إلا أنبتت في الأرض عشبة أو في البحر لؤلؤة . ويحتمل ثالثاً : أن الحب ما بذره الآدميّون ، والنبات ما لم يبذروه . { وجنّاتٍ أَلْفافاً } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : أنها الزرع المجتمع بعضه إلى جنب بعض ، قاله عكرمة . الثاني : أنه الشجرالملتف بالثمر ، قاله السدي . الثالث : أنها ذات الألوان ، قاله الكلبي . ويحتمل رابعاً : أنها التي يلف الزرع أرضها والشجر أعاليها ، فيجتمع فيها الزرع والشجر ملتفات .