Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 78, Ayat: 17-30)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إنّ يومَ الفصلِ } يعني يوم القيامة ، سمي بذلك لأنه يفصل فيه الحكم بين الأولين والآخرين والمثابين والمعاقبين . { كانَ مِيقاتاً } فيه وجهان : أحدهما : ميعاداً للإجتماع . والثاني : وقتاً للثواب والعقاب . { وسُيِّرتِ الجبالُ فكانتْ سَراباً } فيه وجهان : أحدهما : سُيّرت أي أزيلت عن مواضعها . الثاني : نسفت من أصولها . " فكانت سراباً " فيه وجهان : أحدهما : فكانت هباءً . الثاني : كالسراب لا يحصل منه شيء كالذي يرى السراب يظنه ماء وليس بماء . { إنّ جهنّمَ كانت مِرْصاداً } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : يعني أنها راصدة فجازتهم بأعمالهم ، قاله أبو سنان . الثاني : أن على النار رصداً ، لا يدخل أحد الجنة حتى يجتاز عليه ، فمن جاء بجواز جاز ، ومن لم يجىء بجواز لم يجز ، قاله الحسن . الثالث : أن المرصاد وعيد أوعد الله به الكفار ، قاله قتادة . { للطّاغينَ مَآباً } فيه قولان : أحدهما : مرجعاً ومنقلباً ، قاله السدي . الثاني : مأولى ومنزلاً ، قاله قتادة . والمراد بالطاغين من طغى في دينه بالكفر أو في دنياه بالظلم . { لابِثينَ فيها أَحْقاباً } يعني كلما مضى حقب جاء حقب وكذلك إلى الأبد واختلفوا في مدة الحقب على سبعة أقاويل : أحدها : ثمانون سنة ، قاله أبو هريرة . الثاني : أربعون سنة ، قاله ابن عمر . الثالث : سبعون سنة ، قاله السدي . الرابع : أنه ألف شهر ، رواه أبو أمامة مرفوعاً . الخامس : ثلاثمائة سنة ، قاله بشير بن كعب . السادس : سبعون ألف سنة ، قاله الحسن . السابع : أنه دهر طويل غير محدود ، قاله قطرب . وفي تعليق لبثهم بالأحقاب قولان : أحدهما : أنه على وجه التكثير ، كلما مضت أحقاب جاءَت بعدها أحقاب ، وليس ذلك بحد لخلودهم في النار . الثاني : أن ذلك حد لعذابهم بالحميم والغسّاق ، فإذا انقضت الأحقاب عذبوا بغير ذلك من العذاب . { لا يَذُوقونَ فيها بَرداً ولا شَراباً } في البرد ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه برد الماء ، وبرد الهواء ، وهو قول كثير من المفسرين . الثاني : أنه الراحة ، قاله قتادة . الثالث : أنه النوم ، قاله مجاهد والسدي وأبو عبيدة . وأنشد قول الكندي : @ بَرَدَتْ مَراشِفُها علىَّ فَصَدَّني عنها وعن تَقْبيلِها البَرْدُ @@ يعني النوم . والشراب ها هنا : العذاب . ويحتمل أن يريد بالشراب الري ، لأن الشراب يروي وهم فيها عطاش أبداً . { إلاّ حَميماً وغَسّاقاً } أما الحميم ففيه ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه الحارّ الذي يحرق ، قاله ابن عباس . الثاني : دموع أعينهم في النار تجتمع في حياض في النار فيُسقونْه ، قاله ابن زيد . الثالث : أنه نوع من الشراب لأهل النار ، قاله السدي . وأما الغسّاق ففيه أربعة أقاويل : أحدهاك أنه القيح الغليظ ، قاله ابن عمر . الثاني : أنه الزمهرير البارد الذي يحرق من برده ، قاله ابن عباس . الثالث : أنه صديد أهل النار ، قاله قتادة . الرابع : أنه المنتن باللغة الطحاوية ، قاله ابن زيد . { جزاءً وِفاقاً } وهو جمع وفق ، قال أهل التأويل : وافق سوءُ الجزاء سوءَ العمل . { إنهم كانوا لا يَرْجُونَ حِساباً } فيه وجهان : أحدهما : لا يرجون ثواباً ولا يخافون عقاباً ، قاله ابن عباس . الثاني : لا يخافون وعيد الله بحسابهم ومجازاتهم ، وهذا معنى قول قتادة . { وكذّبوا بآياتِنا كِذّاباً } يعني بآيات القرآن ، وفي " كِذّاباً " وجهان : أحدهما : أنه الكذب الكثير . الثاني : تكذيب بعضهم لبعض ، ومنه قول الشاعر : @ فَصَدَقْتُهـا وَكَذَبْتُهـا والمرءُ يَنْفعُـهُ كِذابُـهْ @@ وهي لغة يمانية .