Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 78, Ayat: 37-40)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يومَ يقومُ والرُّوحُ الملائكةُ صَفّاً } في الروح ها هنا ثمانية أقاويل : أحدها : الروح خلق من خلق الله كهيئة الناس وليسوا أناساً ، وهم جند للَّه سبحانه ، قاله أبو صالح . الثاني : أنهم أشرف الملائكة ، قاله مقاتل بن حيان . الثالث : أنهم حفظة على الملائكة ، قاله ابن أبي نجيح . الثالث : أنهم حفظة على الملائكة خلقاً ، قاله ابن عباس . الرابع : أنه ملك من أعظم الملائكة خلقاً ، قاله ابن عباس . الخامس : هو جبريل عليه السلام ، قاله سعيد بن جبير . السادس : أنهم بنو آدم ، قاله قتادة . السابع : أنهم بنو آدم ، قاله قتادة . الثامن : أنه القرآن ، قاله زيد بن أسلم . { لا يتكلمونَ إلا مَنْ أَذِنَ له الرحمنُ } فيه قولان : أحدهما : لا يشفعون إلا من أذن له الرحمن في الشفاعة ، قاله الحسن . الثاني : لا يتكلمون في شيء إلا من أذن له الرحمن شهادة أن لا إله إلا الله ، قاله ابن عباس . { وقالَ صَواباً } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : يعني حقاً ، قاله الضحاك . الثاني : قول لا إله إلا الله ، قاله أبو صالح . الثالث : أن الروح يقول يوم القيامة : لا تُدخل الجنة إلا بالرحمة ، ولا النار إلا بالعمل ، فهو معنى قوله " وقال صواباًَ " قاله الحسن . ويحتمل رابعاً : أنه سؤال الطالب وجواب المطلوب ، لأن كلام الخلق في القيامة مقصور على السؤال والجواب . { ذلك اليومُ الحقُّ } يعني يوم القيامة ، وفي تسميته الحق وجهان : أحدهما : لأن مجئيه حق وقد كانوا على شك . الثاني : أنّ الله تعالى يحكم فيه بالحق بالثواب والعقاب . { فمن شاءَ اتّخَذ إلى ربِّه مآباً } فيه وجهان : أحدهما : سبيلاً ، قاله قتادة . الثاني : مرجعاً ، قاله ابن عيسى . ويحتمل ثالثاً : اتخذ ثواباً لاستحقاقه بالعمل لأن المرجع يستحق على المؤمن والكافر . { إنّا أنذْرْناكم عَذاباَ قريباً } فيه وجهان : أحدهما : عقوبة الدنيا ، لأنه أقرب العذابين ، قاله قتادة ، وقاله مقاتل : هو قتل قريش ببدر . الثاني : عذاب يوم القيامة ، لأنه آت وكل آت قريب ، وهو معنى قول الكلبي . { يومَ ينظُرُ المْرءُ ما قدَّمَتْ يَداهُ } يعني يوم ينظر المرء ما قدّم من عمل خير ، قال الحسن : قدَّم فقَدِم على ما قَدَّم . ويحتمل أن يكون عامّاً في نظر المؤمن إلى ما قدّم من خير ، ونظر الكافر إلى ما قدّم من شر . { ويقولُ الكافرُ يا لَيْتني كنتُ تُراباً } قال مجاهد يبعث الحيوان فيقاد للمنقورة من الناقرة ، وللمركوضة من الراكضة ، وللمنطوحة من الناطحة ، ثم يقول الرب تعالى : كونوا تراباً بلا جنة ولا نار ، فيقول الكافر حينئذ : يا ليتني كنت تراباً وفي قوله ذلك وجهان : أحدهما : يا ليتني صرت اليوم مثلها تراباً بلا جنة ولا نار ، قاله مجاهد . الثاني : يا ليتني كنت مثل هذا الحيوان في الدنيا وأكون اليوم تراباً ، قاله أبو هريرة : وهذه من الأماني الكاذبة كما قال الشاعر : @ ألا يا ليتني والمْرءُ مَيْتُ وما يُغْني من الحدثانِ لَيْت . @@ قال مقاتل : نزل قوله تعالى : { يوم ينظر المرء ما قدّمت يداهُ } في أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي ، ونزل قوله تعالى : { ويقول الكافر يا ليتني كنت تراباً } في أخيه الأسود بن عبد الأسد .