Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 20-23)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { إنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ } أما الدواب فاسم لكل ما دب على الأرض من حيوانها لدبيبه عليها مشياً ، وكان بالخيل أخص . والمراد بِشَرِّ الدواب الكفار لأنهم شر ما دبّ على الأرض من الحيوان . ثم قال : { الصُّمُّ } لأنهم لا يسمعون الوعظ . { الْبُكْمُ } والأبكم هو المخلوق أخرس ، وإنما وصفهم بالبكم لأنهم لا يقرون بالله تعالى ولا بلوازم طاعته . { الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ } يحتمل وجهين : أحدهما : لا يعقلون عن الله تعالى أمره ونهيه . والثاني : لا يعتبرون اعتبار العقلاء . قال ابن عباس : نزلت هذه الآية في بني عبد الدار . قوله عز وجل : { وَلَو عَلِمَ اللَّهُ فِيهِم خَيْراً } يحتمل وجهين : أحدهما : اهتداء . الثاني : إصغاء . { لأَسْمَعَهُمْ } فيه ثلاثة تأويلات : أحدهما : لأسمعهم الحجج والمواعظ سماعَ تفهيم وتعليم ، قاله ابن جريج وابن زيد . الثاني : لأسمعهم كلام الذين طلبوا إحياءهم من قصي بن كلاب وغيره يشهدون بنبوتك قاله بعض المتأخرين . والثالث : لأسمعهم جواب كل ما يسألون عنه ، قاله الزجاج . { وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَهُم مُّعْرِضُونَ } يحتمل وجهين : أحدهما : ولو أسمعهم الحجج والمواعظ لأعرضوا عن الإصغاء والتفهم . والثاني : ولو أجابهم إلى ما اقترحوه لأعرضوا عن التصديق .