Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 24-24)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ } يعني أجيبوا الله والرسول قال كعب ابن سعد الغنوي . @ وداع دعا يا من يجيب إلى الندى فلم يستجبه عند ذاك مجيب @@ وإجابة الله تعالى هي طاعة أمره ، وإنما خرجت عن هذا اللفظ لأنها في مقابلة الدعاء إليها فصارت إجابة لها . { إذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ } فيه سبعة أقاويل : أحدها : إذا دعاكم إلى الإيمان ، قاله السدي . والثاني : إذا دعاكم إلى الحق ، قاله مجاهد . والثالث : إذا دعاكم إلى ما في القرآن ، قاله قتادة . والرابع : إذا دعاكم إلى الحرب وجهاد العدو ، قاله ابن إسحاق . والخامس : إذا دعاكم إلى ما فيه دوام حياتكم في الآخرة ، ذكره علي بن عيسى . والسادس : إذا دعاكم إلى ما فيه إحياء أمركم في الدنيا ، قاله الفراء . والسابع : أنه على عموم الدعاء فيما أمرهم به . روى العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال : مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على أُبيّ وهو قائم يصلي فصرخ به قال : " يَاأُبيّ " قال فعجل في صلاته ، ثم جاء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مَا مَنَعَكَ إذْ دَعَوتُكَ أَنْ تُجِيبَنِي ؟ " قال : يا رسول الله كنت أصلي ، فقال : " أَلَمْ تَجِدْ فِيمَا أُوحِيَ إلَيَّ { اسْتَجِيْبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْْ } " قال بلى يا رسول الله ، لا أعود . { وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ } فيه لأهل التأويل سبعة أقاويل : أحدها : يحول بين الكافر والإيمان ، وبين المؤمن والكفر ، قاله ابن عباس ، وسعيد بن جبير والضحاك . والثاني : يحول بين المرء وعقله فلا يدري ما يعمل ، قاله مجاهد . والثالث : يحول بين المرء وقلبه أن يقدر على إيمان أو كفر إلا بإذنه ، قاله السدي . والرابع : معناه أنه قريب من قلبه يحول بينه وبين أن يخفى عليه شيء من سره أو جهره فصار أقرب من حبل الوريد ، وهذا تحذير شديد ، قاله قتادة . والخامس : معناه يفرق بين المرء وقلبه بالموت فلا يقدر على استدراك فائت . ذكره علي بن عيسى . والسادس : يحول بين المرء وما يتمناه بقلبه من البقاء وطول العمر والظفر والنصر ، حكاه ابن الأنباري . والسابع : يحول بين المرء وما يوقعه في قلبه من رعب خوف أو قوة وأمن ، فيأمن المؤمن من خوفه ، ويخاف الكافر عذابه .