Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 80, Ayat: 1-16)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى { عَبَسَ وتَوَلّى أنْ جاءَه الأَعْمَى } روى سعيد عن قتادة أن ابن أم مكتوم ، وهو عبد الله بن زائدة من بني فهر ، وكان ضريراً ، أتى رسول الله رسول الله صلى الله عليه سلم يستقرئه وهو يناجي بعض عظماء قريش - وقد طمع في إسلامهم - قال قتادة : هو أمية بن خلف ، وقال مجاهد : هما عتبة وشيبة ابنا ربيعة ، فأعرض النبي صلى الله عليه وسلم عن الأعمى وعبس في وجهه ، فعاتبه الله تعالى في إعراضه وتوليه فقال " عبس وتولّى " أي قطّب واعرض " أن جاءه الأعمى " يعني ابن ام مكتوم . { وما يُدريك لعلّه يَزَّكى } فيه أربعة أوجه : أحدها : يؤمن ، قاله عطاء . الثاني : يتعبد بالأعمال الصالحة ، قاله ابن عيسى . الثالث : يحفظ ما يتلوه عليه من القرآن ، قاله الضحاك . الرابع : يتفقه في الدين ، قاله ابن شجرة . { أوْ يَذَّكّرُ فَتَنفَعَهُ الذّكْرَى } قال السدّي : لعله يزّكّى ويّذكرُ ، والألف صلة ، وفي الذكرى وجهان : أحدها : الفقه . الثاني : العظة . قال ابن عباس : فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نظر إليه مقبلاً بسط له رداءه حتى يجلس عليه إكراماً له . قال قتادة : واستخلفه على صلاة الناس بالمدينة في غزاتين من غزواته ، كل ذلك لما نزل فيه . { كلاّ إنّها تَذْكِرةٌ } فيه وجهان : أحدهما : أن هذه السورة تذكرة ، قاله الفراء والكلبي . الثاني : أن القرآن تذكرة ، قاله مقاتل . { فَمَن شَاءَ ذكَرَهُ } فيه وجهان : أحدهما : فمن شاء الله ألهمه الذكر ، قاله مقاتل . الثاني : فمن شاء أن يتذكر بالقرآن أذكره الله ، وهو معنى قول الكلبي . { في صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : مكرمة عند الله ، قاله السدي . الثاني : مكرمة في الدين لما فيها من الحكم والعلم ، قاله الطبري . الثالث : لأنه نزل بها كرام الحفظة . ويحتمل قولاً رابعاً : أنها نزلت من كريم ، لأن كرامة الكتاب من كرامة صاحبه . { مرفوعةٍ } فيه قولان : أحدهما : مرفوعة في السماء ، قاله يحيى بن سلام . الثاني : مرفوعة القدروالذكر ، قاله الطبري . ويحتمل قولاً ثالثاً : مرفوعة عن الشُبه والتناقض . { مُطَهّرةٍ } فيه أربعة أقاويل : أحدهأ : من الدنس ، قاله يحيى بن سلام . الثاني : من الشرك ، قاله السدي . الثالث : أنه لا يمسها إلا المطهرون ، قاله ابن زيد . الرابع : مطهرة من أن تنزل على المشركين ، قاله الحسن . ويحتمل خامساً : لأنها نزلت من طاهر مع طاهر على طاهر . { بأيْدِى سَفَرَةٍ } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : أن السفرة الكتبة ، قاله ابن عباس ، قال المفضل : هو مأخوذ من سفر يسفر سفراً ، إذا كتب ، قال الزجاج : إنما قيل للكتاب سِفْر وللكاتب سافر من تبيين الشيء وإيضاحه ، كما يقال أسفر الصبح إذا وضح ضياؤه وظهر ، وسفرت المرأة إذا كشفت نقابها . الثاني : أنهم القّراء ، قال قتادة لأنهم يقرؤون الأسفار . الثالث : هم الملائكة ، لأنهم السفرة بين يدي الله ورسله بالرحمة ، قال زيد ، كما يقال سَفَر بين القوم إذا بلغ صلاحاً ، وأنشد الفراء : @ وما أدَعُ السِّفارةَ بين قوْمي وما أَمْشي بغِشٍ إنْ مَشَيْتُ @@ { كِرام بَرَرةٍ } في الكرام ثلاثة أقاويل : أحدها : كرام على ربهم ، قاله الكلبي . الثاني : كرام عن المعاصي فهم يرفعون أنفسهم عنها ، قاله الحسن . الثالث : يتكرمون على من باشر زوجته بالستر عليه دفاعاً عنه وصيانة له ، وهو معنى قول الضحاك . ويحتمل رابعاً : أنهم يؤثرون منافع غيرهم على منافع أنفسهم . وفي " بررة " ثلاثة أوجه : أحدها : مطيعين ، قاله السدي . الثاني : صادقين واصلين ، قاله الطبري . الثالث : متقين مطهرين ، قاله ابن شجرة . ويحتمل قولاً رابعاً : أن البررة مَن تعدى خيرهم إلى غيرهم ، والخيرة من كان خيرهم مقصوراً عليهم .