Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 83, Ayat: 1-6)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ويْلٌ للمطفّفين } قال ابن عباس : كان أهل المدينة من أخبث الناس كيلاً ، إلى أن أنزل الله تعالى : { ويل للطففين } فأحسنوا الكيل ، قال الفراء : فهم من أوفى الناس كيلاً إلى يومهم هذا . أعمض بعض المتعمقة فحمله على استيفاء العبادة بين الناس جهراً ، وفي النقصان سراً . وفي " ويل " سبعة أقاويل : أحدها : أنه واد في جهنم ، رواه أبو سعيد الخدري مرفوعاً . الثاني : صديد أهل النار ، قاله ابن مسعود . الثالث : أنه النار ، قاله عمر مولى عفرة . الرابع : أنه الهلاك ، قاله بعض أهل اللغة . الخامس : أنه أشق العذاب . السادس : أنه النداء بالخسار والهلاك ، وقد تستعمله العرب في الحرب والسلب . السابع : أن أصله ويْ لفلان ، أي الجور لفلان ، ثم كثر استعمال الحرفين فوصلا بلام الإضافة . والمطفف : مأخوذ من الطفيف وهو القليل ، والمطفف هو المقلل حق صاحبه بنقصانه عن الحق في كيل أو وزن . قال الزجاج : بل مأخوذ من طف الشيء وهي جهته . { الذين إذا اكْتالوا على الناسِ يَسْتوْفُونَ } أي من الناس ، ويريد بالاستيفاء الزيادة على ما استحق . { وإذا كالُوهم أو وَزَنُوهم يُخْسِرون } يعني كالوا لهم أو وزنوا لهم بحذف هذه الكلمة لما في الكلام من الدلالة عليها ، { يخسرون } ، ينقصون فكان المطفف يأخذ زائداً ويعطي ناقصاً . { يومَ يَقُومُ الناسُ لربِّ العَالَمِينَ } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : يوم يقومون من قبورهم ، قاله ابن جبير . الثاني : يقومون بين يديه تعالى للقضاء ، قاله يزيد بن الرشك . قال أبو هريرة : قال النبي صلى الله عليه وسلم لبشير الغفاري : " كيف أنت صانع يوم يقوم الناس فيه مقدار ثلاثمائة سنة لرب العالمين ، لا يأتيهم فيه خبر ولا يؤمر فيه بأمر ، " قال بشير : المستعان الله . الثالث : أنه جبريل يقوم لرب العالمين ، قاله ابن جبير . ويحتمل رابعاً : يقومون لرب العالمين في الآخرة بحقوق عباده في الدنيا .