Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 83, Ayat: 7-17)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ كلاّ إنّ كتابَ الفُجّارِ لفي سِجِّينٍ } أما " كلا " ففيه وجهان : أحدهما : حقاً . الثاني : أن كلا للزجر والتنبيه . وأما " سجّين " ففيه ثمانية أقاويل : أحدها : في سفال ، قاله الحسن . الثاني : في خسار ، قاله عكرمة . الثالث : تحت الأرض السابعة ، رواه البراء بن عازب مرفوعاً . قال ابن أسلم : سجّين : الأرض السافلة ، وسجّيل : سماء الدنيا . قال مجاهد : سجّين صخرة في الأرض السابعة ، فيجعل كتاب الفجار تحتها . الرابع : هو جب في جهنم ، روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الفلق جُبٌّ في جهنم مغطّى ، وسجّين جب في جهنم مفتوح . " الخامس : أنه تحت خد إبليس ، قاله كعب الأحبار . السادس : أنه حجر أسود تحت الأرض تكتب فيه أرواح الكفار ، حكاه يحيى بن سلام . السابع : أنه الشديد قاله أبو عبيدة وأنشد : @ ضرباً تَواصَتْ به الأبطالُ سِجِّينا @@ الثامن : أنه السجن ، وهو فِعّيل من سجنته ، وفيه مبالغة ، قاله الأخفش عليّ بن عيسى ، ولا يمتنع أن يكون هو الأصل واختلاف التأويلات في محله . ويحتمل تاسعاً : لأنه يحل من الإعراض عنه والإبعاد له محل الزجر والهوان { كِتابٌ مَرْقومٌ } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : مكتوب ، قاله أبو مالك . الثاني : أنه مختوم ، وهو قول الضحاك . الثالث : رُقِم له بَشَرٌ لا يزاد فيهم أحد ، ولا ينقص منهم أحد ، قاله محمد بن كعب وقتادة . ويحتمل قولاً رابعاً ، إن المرقوم المعلوم . { كلاّ بل رانَ على قُلوبِهم ما كانوا يَكْسبونَ } فيه أربعة تأويلات : أحدها : أن " ران " : طبع على قلوبهم ، قاله الكلبي . الثاني : غلب على قلوبهم ، قاله ابن زيد ، ومنه قول الشاعر : @ وكم ران من ذنْب على قلب فاجر فتاب من الذنب الذي ران وانجلى @@ الثالث : ورود الذنب على الذنب حتى يعمى القلب ، قاله الحسن . الرابع : أنه كالصدإ يغشى القلب كالغيم الرقيق ، وهذا قول الزجاج .