Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 83, Ayat: 29-36)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وإذا انقَلَبوا إلى أهْلِهم انقَلَبوا فَكِهينَ } قرأ عاصم في رواية حفص فكهين بغير ألف وقرأ غيره بألف ، وفي القراءتين أربعة تأويلات : أحدها : فرحين ، قاله السدي . الثاني : معجبين ، قاله ابن عباس ، ومنه قول الشاعر : @ وقد فكهت من الدنيا فقاتلوا يوم الخميس بِلا سلاح ظاهر @@ الثالث : لاهين . الرابع : ناعمين ، حكى هذين التأويلين عليّ بن عيس . وروى عوف عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قال ربكم عز وجل : وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين ، ولا أجمع له أمنين ، فإذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة ، وإذا أمني في الدنيا أخفته يوم القيامة " . { هل ثوِّب الكفارُ ما كانوا يَفْعَلونَ } هذا سؤال المؤمنين في الجنة عن الكفار حين فارقوهم ، وفيه تأويلان : أحدهما : معناه هل أثيب الكفار ما كانوا يعلمون في الكفر ، قاله قتادة . الثاني : هل جوزي الكفار على ما كانوا يفعلون ، قاله مجاهد . فيكون " ثُوِّب " مأخوذاً من إعطاء الثواب . ويحتمل تأويلاً ثالثاً : أن يكون معناه هل رجع الكفار في الآخرة عن تكذيبهم في الدنيا على وجه التوبيخ ، ويكون مأخوذاً من المثابِ الذي هو الرجوع ، لا من الثواب الذي هو الجزاء ، كما قال تعالى : { وإذا جعَلْنا البيتَ مثابةً للناس } أي مرجعاً . ويحتمل تأويلاً رابعاً : هل رجع من عذاب الكفار على ما كانوا يفعلون ، لأنهم قد علموا أنهم عذبوا ، وجاز أن يظنوا في كرم الله أنهم قد رحموا .