Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 83, Ayat: 18-28)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ كلاّ إنّ كتابَ الأبرارِ لفِي علّيِّينَ } فيه خمسة أقاويل : أحدها : أن عليين الجنة ، قاله ابن عباس . الثاني : السماء السابعة ، قاله ابن زيد ، قال قتادة : وفيها أرواح المؤمنين . الثالث : قائمة العرش اليمنى ، قاله كعب . الرابع : يعني في علو وصعود إلى الله تعالى ، قاله الحسن . الخامس : سدرة المنتهى ، قاله الضحاك . ويحتمل سادساً : أن يصفه بذلك لأنه يحل من القبول محلاً عالياً . { تَعْرِفُ في وُجوههم نَضْرَةَ النّعيم } فيها ثلاثة أقاويل : أحدها : أنها الطراوة والغضارة ، قاله ابن شجرة . الثاني : أنها البياض ، قاله الضحاك . الثالث : أنها عين في الجنة يتوضؤون منها ويغتسلون فتجري عليهم نضرة النعيم ، قاله عليّ . ويحتمل رابعاً : أنها استمرار البشرى بدوام النعمة . { يُسقَوْنَ مِن رَحِيقٍ مَخْتُومٍ } وفي الرحيق ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه عين في الجنة مشوب بمسك ، قاله الحسن . الثاني : أنه شراب أبيض يختمون به شرابهم ، قاله ابن أبي الدرداء . الثالث : أنه الخمر في قول الجمهور ، ومنه قول حسان : @ يسقون من ورد البريص عليهم بَرَدَى يُصَفِّق بالرحيق السّلْسَلِ @@ لكن اختلفوا أي الخمر هي على أربعة أقاويل : أحدها : أنها الصافية ، حكاه ابن عيسى . الثاني : أنها أصفى الخمر وأجوده ، قاله الخليل . الثالث : أنها الخالصة من غش ، حكاه الأخفش . الرابع : أنها العتيقة . وفي " مختوم " ثلاثة أقاويل : أحدها : ممزوج ، قاله ابن مسعود . الثاني : مختوم في الإناء بالختم ، وهو الظاهر . الثالث : ما روى أُبيّ بن كعب ، قال : قيل يا رسول الله ما الرحيق المختوم ؟ قال : " غُدران الخمر . " { خِتامُه مِسْكٌ } فيه أربعة تأويلات : أحدها : مزاجه مسك ، قاله مجاهد . الثاني : عاقبته مسك ، ويكون ختامه آخره ، كما قال الشاعر : @ صرف ترقرق في الحانوت باطنه بالفلفل الجون والرمان مختوما @@ قال قتادة : يمزج لهم بالكافور ويختم بالمسك . الثالث : أن طعمه وريحه مسك ، رواه ابن أبي نجيح . الرابع : أن ختمه الذي ختم به إناؤه مِسْك ، قاله ابن عباس . { وفي ذلك فلْيَتنافَسِ المُتنافِسونَ } فيه وجهان : أحدهما : فليعمل العاملون ، قاله مجاهد . الثاني : فليبادر المبادرون ، قاله أبو بكر بن عياش والكلبي . وفيما أخذ منه التنافس والمنافسة وجهان : أحدهمأ : أنه مأخوذ من الشيء النفيس ، قاله ابن جرير . الثاني : أنه مأخوذ من الرغبة فيما تميل النفوس إليه ، قاله المفضل . { ومِزاجُهُ مِن تَسْنيمٍ } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها أن التسنيم الماء ، قاله الضحاك . الثاني : أنها عين في الجنة ، فيشربها المقربون صرفاً ، وتمزج لأصحاب اليمين ، قاله ابن مسعود . وقال حذيفة بن اليمان : تسنيم عين في عدْن ، وعدْن دار الرحمن وأهل عدْن جيرانه . الثالث : أنها خفايا أخفاها الله لأهل الجنة ، ليس لها شبه في الدنيا ولا يعرف مثلها . وأصل التسنيم في اللغة أنها عين ماء تجري من علو إلى سفل ، ومنه سنام البعير لعلوه من بدنه ، وكذلك تسنيم القبور . ويحتمل تأويلاً رابعاً : أن يكون المراد به لذة شربها في الآخرة أكثر من لذته في الدنيا ، لأن مزاج الخمر يلذ طعمها ، فصار مزاجها في الآخرة بفضل لذة مزاجها من تسنيم لعلو الآخرة على الدنيا .