Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 85, Ayat: 1-10)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى { والسماءِ ذاتِ البُروجِ } هذا قَسَمٌ ، وفي البروج أربعة أقاويل : أحدها : ذات النجوم ، قاله الحسن ومجاهد وقتادة والضحاك . الثاني : ذات القصور ، قاله ابن عباس . الثالث : ذات الخلْق الحسن ، قاله المنهال بن عمرو . الرابع : ذات المنازل ، قاله يحيى بن سلام وهي اثنا عشر برجاً رصدتها العرب والعجم ، وهي منازل الشمس والقمر . { واليومِ الموْعُودِ } روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يوم القيامة ، وسمي بذلك لأنهم وعدوا فيه بالجزاء بعد البعث . { وشاهدٍ ومَشْهودٍ } فيه خمسة أقاويل : أحدها : أن الشاهد يوم الجمعة ، والمشهود يوم عرفة ، روى ذلك أبو عرفة ، روى ذلك أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم . الثاني : أن الشاهد يوم النحر ، والمشهود يوم عرفة ، قاله إبراهيم . الثالث : أن الشاهد الملائكة ، والمشهود الإنسان ، قاله سهل بن عبد الله . الرابع : أن الشاهد الجوارح ، والمشهود النفس ، وهو محتمل . الخامس : أن المشهود يوم القيامة . وفي الشاهد على هذا التأويل خمسة أقاويل : أحدها : هو الله تعالى ، حكاه ابن عيسى . الثاني : هو آدم عليه السلام ، قاله مجاهد . الثالث : هو عيسى ابن مريم ، رواه ابن أبي نجيح . الرابع : هو محمد صلى الله عليه وسلم ، قاله الحسن بن علي وابن عمر وابن الزبير ، لقوله تعالى : { فكيفَ إذا جِئْنا من كلِّ أمَّةٍ بشهيد وجئْنَا بِك على هؤلاءِ شَهيداً } . الخامس : هو الإنسان ، قاله ابن عباس . { قُتِل أصحابُ الأُخْدُودِ } قال الفراء : هذا جواب القسم ، وقال غيره : الجواب { إنّ بَطْشَ ربِّكَ لَشديدٌ } والأخدود : الشق العظيم في الأرض ، وجمعه أخاديد ، ومنه الخد لمجاري الدموع فيه ، والمخدّة لأن الخد يوضع عليها ، وهي حفائر شقت في الأرض وأوقدت ناراً وألقي فيها مؤمنون امتنعوا من الكفر . واختلف فيهم ، فقال عليّ : إنهم من الحبشة ، وقال مجاهد : كانوا من أهل نجران ، وقال عكرمة كانوا نبطاً ، وقال ابن عباس : كانوا من بني إسرائيل ، وقال عطية العوفي : هم دانيال وأصحابه ، وقال الحسن : هم قوم من أهل اليمن ، وقال عبد الرحمن بن الزبير : هم قوم من النصارى كانوا بالقسطنطينية زمان قسطنطين ، وقال الضحاك : هم قوم من النصارى كانوا باليمن قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربعين سنة ، أخذهم يوسف بن شراحيل بن تُبَّع الحميري وكانوا نيفاً وثمانين رجلاً ، وحفر لهم أخدوداً أحرقهم فيه ، وقال السدي : الأخدود ثلاثة : واحد بالشام وواحد بالعراق ، وواحد باليمن . وفي قوله : { قُتِل أصحابُ الأُخْدُودِ } وجهان : أحدهما : أُهلك المؤمنون . الثاني : لُعن الكافرون الفاعلون ، وقيل إن النار صعدت إليهم وهم شهود عليها فأحرقتهم ، فلذلك قوله تعالى : { فلهُم عذابُ جهنَّمَ ولهْم عذابُ الحريق } يعني في الدنيا . { وهُمْ على ما يَفْعلونَ بالمؤمنينَ شُهودٌ } فيه وجهان : أحدهما : أن أصحاب الأخدود هم على عذاب المؤمنين فيها شهود ، وهو ظاهر من قول قتادة . الثاني : أنهم شهود على المؤمنين بالضلال ، قاله مقاتل .