Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 87, Ayat: 14-19)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قد أفْلَحَ من تَزَكّى } فيه أربعة تأويلات : أحدها : من تطهّر من الشرك بالإيمان ، قاله ابن عباس . الثاني : من كان صالح عمله زكياً نامياً ، قاله الحسن والربيع . لم يذكر الثالث راجع التعليق ص . 44 . الرابع : أنه عنى زكاة الأموال كلها ، قاله ابو الأحوص . ويحتمل خامساً : أنه من ازداد خيراً وصلاحاً . { وذكَرَ اسمَ ربِّه فَصَلّى } فيه ستة أوجه : أحدها : أن يوحد الله ، قاله ابن عباس . الثاني : أن يدعوه ويرغب إليه . الثالث : أن يستغفروه ويتوب إليه . الرابع : أن يذكره بقلبه عند صلاته فيخاف عقابه ويرجو ثوابه ، ليكون استيفاؤه لها وخشوعه فيها بحسب خوفه ورجائه . الخامس : أن يذكر اسم ربه بلسانه عند إحرامه بصلاته ، لأنها لا تنعقد إلا بذكره . السادس : أن يفتتح كل سورة ببسم الله الرحمن الرحيم . وفي قوله " فصلّى " ثلاثة أقاويل : أحدها : الصلوات الخمس ، قاله ابن عباس . الثاني : صلاة العيد ، قاله أبو سعيد الخدري . الثالث : هو أن يتطوع بصلاة بعد زكاة ، قاله أبو الأحوص . وذكر الضحاك أنها نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه . { بل تُؤْثرون الحياةَ الدُّنْيا } فيه وجهان : أحدهما : أن المراد بها الكفار ، فيكون تأويلها : بل تؤثرون الحياة الدنيا على الآخرة . الثاني : أن المراد بها المسلمون ، فيكون تأويلها : يؤثرون الاستكثار من الدنيا للاستكثار من الثواب . { والآخِرةُ خَيْرٌ وأَبْقَى } فيه وجهان : أحدهما : خير للمؤمن من الدنيا ، وأبقى للجزاء . الثاني : ما قاله قتادة خير في الخير وأبقى في البقاء . ويحتمل به وجهاً ثالثاً : يتحرر به الوجهان : والآخرة خير لأهل الطاعة وأبقى على أهل الجنة . { إنّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : يعني أن الآخرة خير وأبقى في الصحف الأولى ، قاله قتادة . الثاني : أن ما قصَّهُ الله في هذه السورة هو من الصحف الأولى . الثالث : هي كتب الله كلها ، وحكى وهب بن منبه في المبتدإ أن جميع الكتب التي أنزلها الله على أنبيائه مائة صحيفة وخمس صحف وأربعة كتب ، منها خمسة وثلاثون صحيفة أنزلها على شيث بن آدم وخمسون صحيفة أنزلها على إدريس ، وعشرون صحيفة أنزلها على إبراهيم ، وأنزل التوراة على موسى ، والزبور على داود ، والإنجيل على عيسى ، والفرقان على محمد عليهم السلام .