Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 88, Ayat: 17-26)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أفلا يَنظُرونَ إلى الإبلِ كيف خُلِقت } الآيات ، وفي ذكره لهذه ثلاثة أوجه : أحدها : ليستدلوا بما فيها من العبر على قدره الله تعالى ووحدانيته . الثاني : ليعلموا بقدرته على هذه الأمور أنه قادر على بعثهم يوم القيامة ، قاله يحيى بن سلام . الثالث : أن الله تعالى لما نعت لهم ما في الجنة عجب منه أهل الضلالة ، فذكر لهم ذلك مع ما فيه من العجاب ليزول تعجبهم ، قاله قتادة . وفي " الإبل " ها هنا وجهان : أحدهما : وهو أظهرهما وأشهرهما : أنها الإبل من النَعَم . الثاني : أنها السحاب ، فإن كان المراد بها السحاب فلما فيها من الآيات الدالة على قدرة الله والمنافع العامة لجميع خلقه . وإن كان المراد بها من النَعَم فإن الإبل أجمع للمنافع من سائر الحيوانات ، لأن ضروبه أربعة : حلوبة ، وركوبة ، وأكولة ، وحمولة والإبل تجمع هذه الخلال الأربع ، فكانت النعمة بها أعم ، وظهور القدرة فيها أتم . ثم قال تعالى بعد ذلك " { فَذَكِّرْ إنّما أنت مُذكِّر } فيه وجهان : أحدهما : إنما أنت واعظ . الثاني : ذكّرهم النعم ليخافوا النقم . { لَسْتَ عليهم بِمُسْيْطِر } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : لست عليهم بمسلط ، قاله الضحاك . الثاني : بجبار ، قاله ابن عباس . الثالث : برب ، قاله الحسن ، ومعنى الكلام لست عليهم بمسيطر أن تكرههم على الإيمان . ثم قال : { إلاّ مَن تَولّى وكَفَر } فلست له بمذكر ، لأنه لا يقبل تذكيرك ، قاله السدي . الثاني : إلا من تولى وكفر فكِلْه غلى الله تعالى ، وهذا قبل القتال ، ثم أمر بقتالهم ، قاله الحسن . وفي " تولَّى وكفر " وجهان : أحدهما : تولى عن الحق وكفر بالنعمة . الثاني : تولى عن الرسول وكفر بالله تعالى ، قاله الضحاك . { فيُعذِّبه الله العذَابَ الأكْبَر } يعني جهنم . ويحتمل أن يريد الخلود فيها ، لأنه يصير بالاستدامة أكبر من المنقطع . { إنّ إليْنا إيابَهُمْ } أي مرجعهم . { ثم إنّ علينا حِسابَهم } يعني جزاءَهم على أعمالهم ، فيكون ذلك جامعاً بين الوعد والوعيد ثواباً على الطاعات وعقاباً على المعاصي .