Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 88, Ayat: 1-7)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى { هلْ أتاكَ حديثُ الغاشِيةِ } فيها قولان : أحدهما أنها القيامة تغشى الناس بالأهوال ، قاله ابن عباس والضحاك . الثاني : أنها النار تغشى وجوه الكفار ، قاله ابن جبير . ويحتمل ثالثاً : أنها في هذا الموضع النفخة الثانية للبعث لأنها تغشى جميع الخلق . و " هل " فيها وجهان : أحدهما : أنها في موضع قد ، وتقدير الكلام قد أتاك حديث الغاشية ، قاله قطرب . الثاني : أنها خرجت مخرج الاستفهام لرسوله ، ومعناه ألم يكن قد أتاك حديث الغاشية ، فقد أتاك ، وهو معنى قول الكلبي . { وُجوهٌ يومئذٍ خاشِعَةٌ } في الوجوه ها هنا قولان : أحدهما : عنى وجوه الكفار كلهم ، قاله يحيى بن سلام . الثاني : أنها وجوه اليهود والنصارى ، قاله ابن عباس . وفي قوله " يومئذٍ " وجهان : أحدهما : يعني يوم القيامة ، قاله سعيد بن جبير . الثاني : في النار ، قاله قتادة . " خاشعة " فيه وجهان : أحدهما : يعني ذليلة بمعاصيها ، قاله قتادة . الثاني : أنها تخشع بعد ذل من عذاب الله فلا تتنعم ، قاله سعيد بن جبير . ويحتمل وجهاً ثالثاً : أن تكون خاشعة لتظاهرها بطاعته بعد اعترافها بمعصيته . { عامِلةٌ نَّاصِبَةٌ } في " عاملة " وجهان : أحدهما : في الدنيا عاملة بالمعاصي ، قاله عكرمة . الثاني : أنها تكبرت في الدنيا عن طاعة الله تعالى ، فأعملها في النار بالانتقال من عذاب إلى عذاب ، قاله قتادة . ويحتمل وجهاً ثالثاً : أي باذلة للعمل بطاعته إن ردّت . وفي قوله " ناصبة " وجهان : أحدهما : ناصبة في أعمال المعاصي . الثاني : ناصبة في النار ، قاله قتادة . ويحتمل وجهاً ثالثاً : أي ناصبة بين يديه تعالى مستجيرة بعفوه . { تَصْلَى ناراً حاميةً } فإن قيل فما معنى صفتها بالحماء وهي لا تكون إلا حامية وهو أقل أحوالها ، فما وجه المبالغة بهذه الصفة الناقصة ؟ قيل قد اختلف في المراد بالحامية ها هنا على أربعة أوجه : أحدها : أن المراد بذلك أنها دائمة الحمى وليست كنار الدنيا التي ينقطع حميها بانطفائها . الثاني : أن المراد بالحامية أنها حمى يمنع من ارتكاب المحظورات وانتهاك المحارم ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " وإن لكل ملك حمى ، وإن حمى الله محارمه ، ومن يرتع حول الحمى يوشك أن يقع فيه " . الثالث : معناه أنها تحمي نفسها عن أن تطاق ملامستها أو ترام مماستها كما يحي الأسد عرينه ، ومثله قول النابغة : @ تعدو الذئاب على من لا كلاب له وتتقي صولة المستأسد الحامي . @@ الرابع : أنها حامية مما غيظ وغضب ، مبالغة في شدة الانتقام ، وقد بيّن الله ذلك بقوله { تكاد تميّز من الغيظ } . { تُسْقَى مِن عَيْنٍ آنِيةٍ } فيه أربعة أوجه : أحدها : قاله ابن زيد . الثاني : حاضرة . الثالث : قد بلغت إناها وحان شربها ، قاله مجاهد . الرابع : يعني قد أنى حرها فانتهى واشتد ، قاله ابن عباس . { ليس لَهُمْ طعامٌ إلاّ مِن ضَريعٍ } فيه ستة أقاويل : أحدها : أنها شجرة تسميها قريش الشبرق ، كثيرة الشوك ، قاله ابن عباس ، قال قتادة وإذا يبس في الصيف فهو ضريع ، قال الشاعر : @ رعى الشبرق الريان حتى إذا ذوى وعاد ضريعاً نازعته النحائص @@ الثاني : السّلم ، قال أبو الجوزاء : كيف يسمن من يأكل الشوك . الثالث : أنها الحجارة ، قاله ابن جبير . الرابع : أنه النوى المحرق ، حكاه يوسف بن يعقوب عن بعض الأعراب . الخامس : أنه شجر من نار ، قاله ابن زيد . السادس : أن الضريع بمعنى المضروع ، أي الذي يضرعون عنده طلباً للخلاص منه ، قاله ابن بحر .