Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 28-29)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل { قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخرِ } فإن قيل : فأهل الكتاب قد آمنوا بالله واليوم الآخر فكيف قال ذلك فيهم ، ؟ ففيه جوابان : أحدهما : أن إقرارهم باليوم الآخر يوجب الإقرار بجميع حقوقه ، فكانوا بترك الإقرار بحقوقه كمن لا يقرّ به . والثاني : أنه ذمّهم ذم من لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر للكفر بنعمته ، وهم في الذم بالكفر كغيرهم . { وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ } فيه وجهان : أحدهما : أنه ما أمر الله سبحانه وتعالى بنسخه من شرائعهم . والثاني : ما أحله لهم وحرمه عليهم . { وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِ } والحق هنا هو الله تعالى ، وفي المراد بدينه في هذا الموضع وجهان : أحدهما : العمل بما في التوراة من اتباع الرسول ، قاله الكلبي . والثاني : الدخول في دين الإسلام لأنه ناسخ لما سواه من الأديان ، وهو قول الجمهور . { مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ } فيه وجهان : أحدهما : يعني من آباء الذين أوتوا الكتاب . الثاني : من الذين أوتوا الكتاب بين أظهرهم لأنه في اتباعه كآبائهم . { حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ } فيه تأويلان : أحدهما : حتى يضمنوا الجزية وهو قول الشافعي لأنه يرى أن الجزية تجب انقضاء الحول وتؤخذ معه . والثاني : حتى يدفعوا الجزية . وفي الجزية وجهان : أحدهما : أنها من الأسماء المجملة لا يوفق على علمها إلا بالبيان . والثاني : أنها من الأسماء العامة التي يجب إجراؤها على عمومها إلا ما خص بالدليل . ثم قال تعالى { عَن يَدٍ } وفيه أربعة تأويلات : أحدها : عن غنى وقدرة . والثاني : أنها من عطاء لا يقابله جزاء ، قاله أبو عبيدة . والثالث : أن يروا أن لنا في أخذها منهم يداً عليهم بحقن دمائهم بها . والرابع : يؤدونها بأيديهم ولا ينفذونها مع رسلهم كما يفعله المتكبرون . { وَهُمْ صَاغِرُونَ } فيه خمسة أقاويل : أحدها : أن يكونوا قياماً والآخذ لها جالساً ، قاله عكرمة . والثاني : أن يمشوا بها وهم كارهون ، قاله ابن عباس . والثالث : أن يكونوا أذلاء مقهورين ، قاله الطبري . والرابع : أن دفعها هو الصَّغار بعينه . والخامس : أن الصغار أن تجري عليهم أحكام الإسلام ، قاله الشافعي .