Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 90, Ayat: 11-20)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فلا اقْتَحَمَ العَقَبَةَ } فيها خمسة أقاويل : أحدها : أنها طريق النجاة ، قاله ابن زيد . الثاني : أنها جبل في جهنم ، قاله ابن عمر . الثالث : أنها نار دون الحشر ، قاله قتادة . الرابع : أنها الصراط يضرب على جهنم كحد السيف ، قاله الضحاك ، قال الكلبي : صعوداً وهبوطاً . الخامس : أن يحاسب نفسه وهواه وعدوّه الشيطان ، قاله الحسن . قال الحسن : عقبة والله شديدة . ويحتمل سادساً : اقتحام العقبة خالصة من الغرض . وفي معنى الكلام وجهان : أحدهما : اقتحام العقبة فك رقبة ، قاله الزجاج . الثاني : معناه فلم يقتحم العقبة إلا مَنْ فكَّ رقبة أو أطعم ، قاله الأخفش . ثم قال : { وما أدْراكَ ما العَقَبَةُ } وهذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ليعلمه اقتحام العقبة . ثم بين تعالى ما تقتحم به العقبة . فقال : { فَكُّ رَقَبَةٍ } فيه وجهان : أحدهما : إخلاصها من الأسر . الثاني : عتقها من الرق ، وسمي المرقوق رقبة لأنه بالرق كالأسير المربوط من رقبته ، وسمي عتقاً فكها لأنه كفك الأسير من الأسر ، قال حسان بن ثابت : @ كم مِن أسيرٍ فككناه بلا ثَمنٍ وجَزّ ناصية كُنّأ مَواليها @@ وروى عقبة بن عامر الجهني أن النبي عليه السلام قال : من أعتق مؤمنة فهي فداؤه من النار . ويحتمل ثالثاً : أنه أرد فك رقبته وخلاص نفسه باجتناب المعاصي وفعل الطاعات ، لا يمنع الخبر من هذا التأويل ، وهو أشبه الصواب . ثم قال تعالى : { أو إطعامٌ في يومٍ ذي مَسْغَبَةٍ } أي مجاعة ، لقحط أو غلاء . { يتيماً ذا مَقْرَبةٍ } ويحتمل أن يريد ذا جوار . { أو مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ } فيه سبعة أوجه : أحدها : أن ذا المتربة هو المطروح على الطريق لا بيت له ، قاله ابن عباس ، الثاني : هو الذي لا يقيه من التراب لباس ولا غيره ، قاله مجاهد . الثالث : أنه ذو العيال ، قاله قتادة . الرابع : أنه المديون ، قاله عكرمة . الخامس : أنه ذو زمانة ، قاله ابو سنان . السادس : أنه الذي ليس له أحد ، قاله ابن جبير . السابع : أن ذا المتربة : البعيد التربة ، يعني الغريب البعيد عن وطنه ، رواه عكرمة عن ابن عباس . { ثُمَّ كانَ مِنَ الذين آمَنوا وَتَوَاصَوْا بالصَّبْر } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : بالصبر على طاعة الله ، قاله الحسن . الثاني : بالصبر على ما افترض الله عليه ، قاله هشام بن حسان . الثالث : بالصبر على ما أصابهم ، قاله سفيان . ويحتمل رابعاً : بالصبر على الدنيا وعن شهواتها . { وتَواصَوْا بالمَرْحَمَةِ } أي بالتراحم فيما بينهم ، فرحموا الناس كلهم ويحتمل ثانياً : وتواصوا بالآخرة لأنها دار الرحمة ، فيتواصوا بترك الدنيا وطلب الآخرة . { أولئك أصحابُ المَيْمَنَةِ } يعني الجنة ، وفي تسميتهم أصحاب الميمنة أربعة أوجه : أحدها : لأنهم أُخذوا من شق آدم الأيمن ، قاله زيد بن أسلم . الثاني : لأنهم أوتوا كتابهم بأيمانهم ، قاله محمد بن كعب . الثالث : لأنهم ميامين على أنفسهم ، قاله يحيى بن سلام . الرابع : لأنه منزلهم على اليمين ، قاله ميمون . { والّذِين كَفَروا بآياتِنا } فيه وجهان : أحدهما : بالقرآن ، قاله ابن جبير . الثاني : هي جميع دلائل الله وحُججه ، قاله ابن كامل . { هُمْ أصحابُ المشْأَمةٍ } يعني جهنم ، وفي تسميتهم بذلك أربعة أوجه : أحدها : لأنهم أُخذوا من شق آدم الأيسر ، قاله زيد بن أسلم . الثاني : لأنهم أُوتوا كتابهم بشمالهم ، قاله محمد بن كعب . الثالث : لأنهم مشائيم على أنفسهم ، قاله يحيى بن سلام . الرابع : لأن منزلهم عن اليسار ، وهو مقتضى قول ميمون . { عليهم نارٌ مُّؤصَدَةٌ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : المؤصدة المطبقة ، قاله ابن عباس وأبو هريرة وقتادة . الثاني : مسدودة ، قاله مجاهد . الثالث : لها حائط لا باب له ، قاله الضحاك .