Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 96, Ayat: 1-5)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { اقرأ باسْمِ ربِّك الذي خَلَقَ } روي عن عبيد بن عمير قال : جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم أول ما أتاه بنمط فغطّه فقال : اقرأ ، فقال : والله ما أنا بقارىء ، فغطّه ثم قال : اقرأ ، فقال : والله ما أنا بقارىء فغطّه غطاً شديداً ثم قال : { اقرأ باسم ربك الذي خَلَقَ } أي استفتح قراءتك باسم ربك الذي خلق وإنما قال الذي خلق لأن قريشاً كانت تعبد آلهة ليس فيهم خالق غيره تعالى ، فميّز نفسه بذلك ليزول عنه الالتباس . روت عائشة رضي الله عنها أنها أول سورة نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بعدها " نون والقلم " ثم بعدها " يا أيها المدثر " ثم بعدها " والضحى " . { خَلَقَ الإنسان مِنْ عَلَقٍ } يريد بالإنسان جنس الناس كلهم ، خلقوا من علق بعد النطفة ، والعلق جمع علقة ، والعلقة قطعة من دم رطب سميت بذلك لأنها تعلق لرطوبتها بما تمر عليه ، فإذا جفت لم تكن علقة ، قال الشاعر : @ تركْناه يخرُّ على يديْه يَمُجُّ عليهما عَلَقَ الوتين @@ ويحتمل مراده بذلك وجهين : أحدهما : أن يبين قدر نعمته على الإنسان بأن خلقه من علقة مهيئة حتى صار بشراً سوياً وعاقلاً متميزاً . الثاني : أنه كما نقل الإنسان من حال إلى حال حتى استكمل ، كذلك نقلك من الجهالة إلى النبوة حتى تستكمل محلها . { اقْرَأ وربُّكَ الأكْرَمُ } أي الكريم . ويحتمل ثانياً : اقرأ بأن ربك هو الأكرم ، لأنه لما ذكر ما تقدم من نعمه دل بها على نعمة كرمه . قال إبراهيم بن عيسى اليشكري : من كرمه أن يرزق عبده وهو يعبد غيره . { الذي علّمَ بالقَلَمِ } أي عَلّم الكاتب أن يكتب بالقلم ، وسمي قلماً لأنى يقلم أي يقطع ، ومنه تقليم الظفر . وروى مجاهد عن ابن عمر قال : خلق الله تعالى أربعة أشياء بيده ثم قال لسائر الخلق : كن ، فكان ، القلم والعرش وجنة عدن وآدم . وفيمن علمه بالقلم ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه أراد آدم عليه السلام ، لأنه أول من كتب ، قاله كعب الأحبار . الثاني : إدريس وهو أول من كتب ، قاله الضحاك . الثالث : أنه أراد كل من كتب بالقلم لأنه ما علم إلا بتعليم الله له ، وجمع بذلك بين نعمته تعالى عليه في خلقه وبين نعمته تعالى عليه في تعليمه استكمالاً للنعمة عليه . { علَّمَ الإنسانَ مالم يَعْلَمْ } فيه وجهان : أحدهما : الخط بالقلم ، قاله قتادة وابن زيد . الثاني : علمه كل صنعه علمها فتعلم ، قاله ابن شجرة . ويحتمل ثالثاً : علمه من حاله في ابتداء خلقه ما يستدل به على خلقه وأن ينقله من بعد على إرادته .