Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 2-3)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا } العَجَبُ : حالة تعتري الإِنسان من رؤية شيء على خلاف العادة . وسبب نزول الآية : أن الله عزّ وجلّ لما بعث محمداً صلى الله عليه وسلم رسولاً ، قال المشركون : الله أعظم من أن يكون رسوله بشراً . فقال تعالى : { أَكَانَ لِلنَّاسِ } يعني : أهل مكة ، والألِفُ فيه للتوبيخ ، { عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ رَجُلٍ مِّنْهُمْ } ، يعني محمداً صلى الله عليه وسلم ، { أَنْ أَنذِرِ ٱلنَّاسَ } ، أي : أعلَمْهم مع التخويف ، { وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ } ، واختلفوا فيه : قال ابن عباس : أجراً حسناً بما قدموا من أعمالهم . قال الضحاك : ثواب صدق . وقال الحسن : عمل صالح أسلفوه يقدمون عليه . وروى علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس أنه قال : هو السعادة في الذكر الأول . وقال زيد بن أسلم : هو شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم . وقال عطاء : مقام صدق لا زوال له ، ولا بؤس فيه . وقيل : منزلة رفيعة . وأضيف القدم إلى الصدق وهو نعته ، كقولهم : مسجد الجامع ، وحب الحصيد ، وقال أبو عبيدة : كل سابق في خير أو شر فهو عند العرب قدم ، يقال : لفلان قدم في الإِسلام ، وله عندي قدم صدق وقدم سوء ، وهو يؤنث فيقال : قدم حسنة ، وقدم صالحة . { قَالَ ٱلْكَـٰفِرُونَ إِنَّ هَـٰذَا لَسَـٰحِرٌ مُّبِينٌ } . قرأ نافع وأهل البصرة والشام : « لسحر » بغير ألف يعنون القرآن ، وقرأ ابن كثير وأهل الكوفة : « لساحر » بالألف ، يعنون محمداً صلى الله عليه وسلم . قوله عزّ وجلّ : { إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ } ، يقضيه وحده ، { مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ } ، معناه : أن الشفعاء لا يشفعون إلا بإذنه ، وهذا رَدّ على النَّضْر بن الحارث فإنه كان يقول : إذا كان يوم القيامة تشفعني اللات والعزى . قوله تعالى : { ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ } ، يعني : الذي فعل هذه الأشياء ربكم لا ربّ لكم غيره ، { فَٱعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } ، تتعظون .