Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 4-5)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ ٱللَّهِ حَقّاً } ، صدقاً لا خلف فيه . نصب على المصدر ، أي : وعدكم وعداً حقاً { إِنَّهُ يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ } ، أي : يُحييهم ابتداء ثم يُميتهم ثم يُحييهم ، قراءة العامة : { إنه } بكسر الألف على الاستئناف ، وقرأ أبو جعفر « أنه » بالفتح على معنى بأنه { لِيَجْزِىَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ بِٱلْقِسْطِ } ، بالعدل ، { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ } ، ماءٌ حارٌّ انتهى حرُّه ، { وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ } . { هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ ٱلشَّمْسَ ضِيَآءً } ، بالنهار ، { وَٱلْقَمَرَ نُوراً } بالليل . وقيل : جعل الشمس ذات ضياء ، والقمرَ ذَا نُور ، { وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ } أي : قدَّر له ، يعني : هيأ له منازل لا يجاوزها ولا يقصر دونها ، ولم يقل : قَدَّرهما . قيل : تقدير المنازل ينصرف إليهما غير أنه اكتفى بذكر أحدهما ، كما قال : { وَٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ } [ التوبة : 62 ] . وقيل : هو ينصرف إلى القمر خاصة لأن بالقمر يُعرف به انقضاء الشهور والسنين ، لا بالشمس . ومنازل القمر ثمانية وعشرون منزلاً ، وأسماؤها : الشرطين ، والبطين ، والثرياء ، والدبران ، والهقعة ، والهنعة ، والذراع ، والنسر ، والطوف ، والجبهة ، والزبرة ، والصرفة ، والعواء ، والسماك ، والغفر ، والزباني ، والإِكليل ، والقلب ، والشولة ، والنعايم ، والبلدة ، وسعد الذابح ، وسعد بلع ، وسعد السعود ، وسعد الأخبية ، وفرع الدلو المقدم ، وفرع الدلو المؤخر ، وبطن الحوت . وهذه المنازل مقسومة على البروج ، وهي اثنا عشر برجاً : الحمل ، والثور ، والجوزاء ، والسرطان ، والأسد ، والسنبلة ، والميزان ، والعقرب ، والقوس ، والجدي ، والدلو ، والحوت . ولكل برج منزلان وثلث منزل ، فينزل القمر كل ليلة منزلاً منها ، ويستتر ليلتين إن كان الشهر ثلاثين ، وإن كان تسعاً وعشرين فليلة واحدة ، فيكون تلك المنازل ويكون مقام الشمس في كل منزلة ثلاثة عشر يوماً ، فيكون انقضاء السنة من انقضائها . قوله تعالى : { لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ } ، أي : قدر المنازل . « لتعلموا عددَ السنينَ » دخولها وانقضاءها ، { وَٱلْحِسَابَ } ، يعني : حساب الشهور والأيام والساعات . { مَا خَلَقَ ٱللَّهُ ذَٰلِكَ } ردّه إلى الخلق والتقدير ، ولولا ردَّه إلى الأعيان المذكورة لقال : تلك . { إِلاَّ بِٱلْحَقِّ } ، أي : لم يخلقه باطلاً بل إظهاراً لصنعه ودلالةً على قدرته . { يُفَصِّلُ ٱلآيَـٰتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } ، قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ، وحفص ويعقوب : « يفصل » بالياء ، لقوله : « ما خلق » ، وقرأ الباقون : « نفصل » بالنون على التعظيم .