Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 46-50)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ } يامحمد ، { بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ } في حياتك مِنَ العذاب ، { أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ } ، قبل تعذيبهم ، { فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ } في الآخرة ، { ثُمَّ ٱللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ } ، فيجزيهم به ، « ثم » بمعنى الواو ، تقديره : والله شهيدٌ . قال مجاهد : فكان البعض الذي أراه قتلهم ببدر ، وسائر أنواع العذاب بعد موتهم . قوله عزّ وجلّ : { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَآءَ رَسُولُهُمْ } ، وكذبوه ، { قُضِىَ بَيْنَهُمْ بِٱلْقِسْطِ } ، أي : عُذِّبُوا في الدنيا وأُهلكوا بالعذاب ، يعني : قبل مجيء الرسول ، لا ثواب ولا عقاب . وقال مجاهد ومقاتل : فإذا جاء رسولهم الذي أُرسل إليهم يوم القيامة قُضِيَ بينه وبينهم بالقسط ، { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } ، لا يعذبون بغير ذنب ولا يُؤاخذون بغير حجة ولا ينقص من حسناتهم ولا يزاد على سيئاتهم . { وَيَقُولُونَ } ، أي : ويقول المشركون ، { مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ } الذي تعدنا يامحمد من العذاب . وقيل : قيام الساعة ، { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } ، أنتَ يامحمدُ وأتباعُك . { قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِى } ، لا أقدر لها على شيء ، { ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً } ، أي : دفع ضر ولا جلب نفع ، { إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ } ، أن أملكه ، { لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ } ، مدة مضروبة ، { إِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ } ، وقت فناء أعمارهم ، { فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } ، أي : لا يتأخرون ولا يتقدمون . قوله تعالى : { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتاً } ، ليلاً ، { أَوْ نَهَاراً مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ ٱلْمُجْرِمُونَ } ، أي : ماذا يستعجل من الله المشركون . وقيل : ماذا يستعجل من العذاب المجرمون ، وقد وقعوا فيه . وحقيقة المعنى : أنهم كانوا يستعجلون العذاب ، فيقولون : { ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ أَوِ ٱئْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [ الأنفال : 32 ] . فيقول الله تعالى : { مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ } يعني : أيش يعلم المجرمون ماذا يستعجلون ويطلبون ، كالرجل يقول لغيره وقد فعل قبيحاً ماذا جنيت على نفسك .