Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 70-73)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ مَتَاعٌ } ، قليل يتمتعون به وبلاغ ينتفعون به إلى انقضاء آجالهم ، و « متاع » رفع بإضمار ، أي : هو متاع ، { فِي ٱلدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ ٱلْعَذَابَ ٱلشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ } . قوله تعالى : { وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ } ، أي : اقرأ يامحمد على أهل مكة خبر نوح ، { إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ } ، وهم ولد قابيل ، { يَٰقَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ } ، عَظُمَ وثَقُلَ عليكم ، { مَّقَامِي } طول ومكثي فيكم { وَتَذْكِيرِي } ، ووَعْظي إيّاكم { بِآيَاتِ ٱللَّهِ } ، بحججه وبيناته ، فعزمتم على قتلي وطردي { فَعَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوۤاْ أَمْرَكُمْ } ، أي : أحكموا أمرَكم واعْزِمُوا عليه ، { وَشُرَكَآءَكُمْ } ، أي : وادعوا شركاءَكم ، أي : آلهتكم فاستعينوا بها لتجتمع معكم . و قال الزجاج : معناه فأجمعوا أمركم مع شركائكم ، فلما ترك « مع » انتصب . وقرأ يعقوب : شركاؤكم رفعٌ ، أي : فأجمعوا أمركم أنتم وشركاؤكم . { ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً } ، أي : خفيّاً مبهماً ، من قولهم : غمَّ الهلال على الناس ، أي : أشكل عليهم ، { ثُمَّ ٱقْضُوۤاْ إِلَيَّ } ، أي : أمْضُوا ما في أنفسكم وافرغوا منه ، يقال : قضى فلان إذا مات ومضى وقضى دينه إذا فرغ منه . وقيل : معناه توجهوا إليّ بالقتل والمكروه . وقيل فاقضوا ما أنتم قاضون ، وهذا مثل قول السحرة لفرعون : { فَٱقْضِ مَآ أَنتَ قَاضٍ } [ طه : 72 ] ، أي : اعمل ما أنت عامل . { وَلاَ تُنظِرُونَ } ، ولا تؤخرون وهذا على طريق التعجيز ، أخبر الله عن نوح أنه كان واثقاً بنصر الله تعالى غير خائف من كيد قومه ، علماً منه بأنهم وآلهتهم ليس إليهم نفع ولا ضر ، إلا أن يشاء الله . { فَإِن تَوَلَّيْتُمْ } أعرضتم عن قولي وقَبُولِ نصحي ، { فَمَا سَأَلْتُكُمْ } ، على تبليغ الرسالة والدعوة ، { مِّنْ أَجْرٍ } ، جُعِلٍ وعِوَض ، { إِنْ أَجْرِيَ } ، ما أجري وثوابي ، { إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } ، أي : من المؤمنين . وقيل : من المستسلمين لأمر الله .