Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 102, Ayat: 1-6)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَلْهَاكُمُ ٱلتَّكَّاثُرُ } شغلتكم المباهاة والمفاخرة بكثرة المال والعدد عن طاعة ربكم وما ينجيكم من سخطه . { حَتَّىٰ زُرْتُمُ ٱلْمَقَابِرَ } ، حتى متم ودفنتم في المقابر . قال قتادة : نزلت في اليهود , قالوا : نحن أكثر من بني فلان , وبنو فلان أكثر من بني فلان ، شغلهم ذلك حتى ماتوا ضُلاَّلاً . وقال مقاتل والكلبي : نزلت في حيين من قريش ؛ بني عبد مناف بن قصي , وبني سهم بن عمرو , كان بينهم تفاخر ، فتعادَّ السادة والأشراف أيهم أكثر عدداً ؟ فقال بنو عبد مناف : نحن أكثر سيداً وأعز عزيزاً وأعظم نفراً وأكثر عدداً ، وقال بنو سهم مثل ذلك ، فكثرهم بنو عبد مناف ، ثم قالوا : نعدُّ موتانا , حتى زاروا القبور فعدوهم ، فقالوا : هذا قبر فلان وهذا قبر فلان فكثرهم بنو سهم بثلاثة أبيات لأنهم كانوا في الجاهلية أكثر عدداً ، فأنزل الله هذه الآية . أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي , أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري , أخبرنا حاجب بن أحمد الطوسي , حدثنا عبد الرحيم بن منيب , حدثنا النضر بن شُمَيْل , عن قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخِّير , عن أبيه قال : انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ هذه الآية : { أَلْهَاكُمُ ٱلتَّكَّاثُرُ } ، قال : " يقول ابن آدم : مالي مالي , وهل لك من مالك , إلا ما أكلتَ فأفنيتَ أو لَبِسْتَ فأبليتَ أو تصدقت فأمضيت " . أخبرنا عبد الواحد المليحي , أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي , أخبرنا محمد بن يوسف , حدثنا محمد بن إسماعيل , حدثنا الحميدي , حدثنا سفيان , حدثنا عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم أنه سمع أنس بن مالك يقول : قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يَتْبَعُ الميت ثلاثةٌ , فيرجع اثنان ويبقى معه واحد ، يتبعهُ أهلُه ومالُه وعملُه , فيرجع أهله وماله ، ويبقى عمله " . ثم رد الله عليهم فقال : { كَلاَّ } ليس الأمر بالتكاثر ، { سَوْفَ تَعْلَمُونَ } ، وعيد لهم , ثم كرره تأكيداً فقال : { ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ } ، قال الحسن , ومقاتل : هو وعيد بعد وعيد , والمعنى : سوف تعلمون عاقبة تكاثركم وتفاخركم إذا نزل بكم الموت . وقال الضحاك : { كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ } , يعني الكفار ، { ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ } يعني المؤمنين , وكان يقرأ الأولى بالياء والثانية بالتاء . { كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ ٱلْيَقِينِ } , أي : علماً يقيناً , فأضاف العلم إلى اليقين كقوله : { لَهُوَ حَقُّ ٱلْيَقِينِ } ، وجواب " لو " محذوف , أي : لو تعلمون علماً يقيناً لشغلكم ما تعلمون عن التكاثر والتفاخر . قال قتادة : كنا نتحدث أن علم اليقين أن يعلم أن الله باعثه بعد الموت . { لَتَرَوُنَّ ٱلْجَحِيمَ } ، قرأ ابن عامر والكسائي " لتُرَوُن " بضم التاء من أريته الشيء ، وقرأ الآخرون بفتح التاء , أي : ترونها بأبصاركم من بعيد .