Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 102, Ayat: 7-8)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا } ، مشاهدة ، { عَيْنَ ٱلْيَقِينِ } . { ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ } ، قال مقاتل : يعني كفار مكة , كانوا في الدنيا في الخير والنعمة ، فيُسْألون يوم القيامة عن شكر ما كانوا فيه ، ولم يشكروا ربَّ النعيم حيث عبدوا غيره ، ثم يعذبون على ترك الشكر ، هذا قول الحسن . وعن ابن مسعود رفعه قال : { لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ } قال : " الأمن والصحة " . وقال قتادة : إن الله يسأل كل ذي نعمة عما أنعم عليه : أخبرنا أبو بكر بن أبي الهيثم الترابي , أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي , حدثنا إبراهيم بن خزيم الشاشي , حدثنا عَبْدُ بن حُمَيْد , حدثنا شبابة عن عبد الله بن العلاء عن الضحاك بن عرزم الأشعري قال : سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أول ما يُسأل العبدُ يوم القيامة من النعيم أن يقال : ألم نُصحَّ جسمك ؟ ونروِّك من الماء البارد " . أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الصمد الجوزجاني , أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي , أخبرنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي , أخبرنا أبو عيسى الترمذي , أخبرنا محمد بن إسماعيل , حدثنا آدم بن أبي إياس , حدثنا شيبان أبو معاوية , حدثنا عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن , عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ساعة لا يخرج فيها ولا يلقاه فيها أحد ، فأتاه أبو بكر فقال : ما جاء بك يا أبا بكر ؟ فقال : خرجتُ لألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنظر إلى وجهه وللتسليم عليه ، فلم يلبث أن جاء عمر ، فقال : ما جاء بك يا عمر ؟ قال : الجوعُ يا رسول الله ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : وأنا قد وجدتُ بعض ذلك , فانطلقوا إلى منزل أبي الهيثم بن التِّيهَان الأنصاري ، وكان رجلاً كثير النخل والشاء ، ولم يكن له خَدَم , فلم يجدوه , فقالوا لامرأته : أين صاحبُك ؟ فقالت : انطلق ليستعذب لنا الماء ، فلم يلبثوا أن جاء الهيثم بقربة يزعبها ماءً فوضعها ، ثم جاء يلتزمُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ويفديه بأبيه وأمه ، ثم انطلق بهم إلى حديقته فبسط لهم بساطاً ، ثم انطلق إلى نخلة فجاء بقِنْوٍ فوضعه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أفلا تنقَّيْتَ لنا من رُطَبِه وبُسْرِه " فقال : يا رسول الله إني أردت أن تَّخيروا أو قال : أن تختاروا من رطبه وبسره ، فأكلوا وشربوا من ذلك الماء ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تُسْألون عنه يوم القيامة ، ظلٌّ بارد , ورُطَبٌ طيب , وماء بارد " , فانطلق أبو الهيثم ليصنع لهم طعاماً فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تذبحنَّ ذات دَرٍّ " , فذبح لهم عَنَاقاً أو جَدْياً فأتاهم بها ، فأكلوا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هل لك خادم ؟ قال : لا ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " فإذا أتانا سبيٌ فَأْتِنَا " , فأُتي النبيُّ صلى الله عليه وسلم برأسين ليس معها ثالث ، فأتاه أبو الهيثم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " اختر منهما " , فقال : يا نبي الله اخترْ لي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن المستشار مؤتمن ، خذْ هذا , فإني رأيته يصلي , واستوصِ به معروفاً " فانطلق به أبو الهيثم إلى امرأته فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت امرأته : ما أنت ببالغٍ فيه ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن تعتقه ، قال : فهو عتيق ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله تبارك وتعالى لم يبعث نبياً ولا خليفة إلا وله بِطَانتان , بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر ، وبطانة لا تألوه خبالاً ، ومن يُوقَ بِطانةَ السوء فقد وُقِي " . وروي عن ابن عباس قال : النعيم : صحة الأبدان والأسماع والأبصار , يسأل الله العبيد فيم استعملوها ؟ وهو أعلم بذلك منهم ، وذلك قوله : { إِنَّ ٱلسَّمْعَ وَٱلْبَصَرَ وَٱلْفُؤَادَ كُلُّ أُولـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } [ الإسراء : 36 ] . وقال عكرمة : عن الصحة والفراغ . وقال سعيد بن جبير : عن الصحة والفراغ والمال . أخبرنا الإمام أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي , حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت , حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي , حدثنا الحسين بن الحسن بمكة , حدثنا عبد الله بن المبارك والفضل بن موسى , قالا : حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه , عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نِعْمتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس : الصِّحةُ والفراغُ " . قال محمد بن كعب : يعني عمّا أنعم عليكم بمحمد صلى الله عليه وسلم . وقال أبو العالية : عن الإسلام والسنن . وقال الحسين بن الفضل : تخفيف الشرائع وتيسير القرآن .